اهمية تربية النحل

اهداف المناحل واهميتها الإقتصادية والطبيعية

0

تطور تربية النحل

بدأ تطور النحالة في العالم منذ عام 1851 بعد أن أكتشف الأمريكي لانجستروت “Langstrout”،المسافة النحلية التي يتركها النحل دائماً كممر بين أقراصـه وتبلغ 16/5 من البوصة .وعلى أساس هذا الاكتشاف صنع لانجستروث أول خلية ذات إطارات متحركة.حيث تفصل بين البراويز مسافة نحلية،لمنع إلتصاق الأقراص ببعضها،وسهولة تداولها وفحصها وهذه الخلية لها مميزات عديدة ساعدت على تطور تربية النحل.ثم يلي ذلك اختراع العالم الألماني جوهانز مهرنج Johannes Mehring سنة 1857 الأساس الشمعى لقرص العسل،وعلية نقوش لمبادئ العيون السداسية ، وهذا يوفر مجهود النحل الذي يبذله في بناء الأساسات الشمعية ويزود إنتاجة من العسل ، لأن النحل يستهلك 10 جم عسل لانتاج 1 جم شمع .ثم أتى بعد ذلك العالم النمسوى فون هروشكا Von Hruschka سنة 1865 الذى اخترع فراز العسل ثم الأمريكى موسيس كوينبى Moses Quinby الذي اخترع مدخن النحل سنة 1870 بدلا من عملية قتل النحل بالكبريت للحصول على العسل ، وانتج سكاكين الكشط .ثم قام بنجهام سنة 1873 بتطوير وتحسين المدخن ، وتعتبر هذه الفترة العصر الذهبي للنحالة . وبعد ذلك  تم اختراع الكثير من أدوات النحالة وانتشرت الكتب والمجلات الخاصة بالنحل ،وأصبحت تربية النحل من المهن الزراعية المربحة جداً .

الأهمية الاقتصادية لتربية نحل العسل

الأهمية الاقتصادية لتربية نحل العسل

تعتبر نحلة العسل من أنفع وأفضل الحشرات للإنسان،وقد ذكرها الله فى القرآن الكريم تعظيما لشأنها،وإشاده بفضلها على الإنسان،وتوصل الإنسان الى هذه الحقائق السابقة،حينما درس النحل وعرف أهميته الكبرى فى نواحى الاستغلال الزراعى المختلفة وتأثيره الكبير في زيادة الدخل القومى. ولما كانت تربية النحل إحدى طرق الاستغلال الزراعى،وتعتبر منتجاتها من حيث القيمة الغذائية والفوائد الصناعية فى المقام الأول.لذا يجب الاهتمام بهذا الفرع من الإنتاج الزراعى ، وانزاله المكان اللائق به. فمن أهم الأغراض التى يربى من  أجلها النحل هو استغلال رحيق الأزهار لإنتاج مواد غذائية للإنسان وتلقيح أزهار النبات  لزيادة المحصول،وفى ذاك مساهمة كبيرة فى حل مشاكل نقص التغذية فى العالم أمام تزايد السكان المستمر.

تشجيع تربية النحل في مصر

من حسن الحظ عندنا في مصر أن الجو مناسب لتربية النحل طوال العام. كما أن المحاصيل الرحيقية متعددة ومتعاقبة . لذا يجب العمل على استغلال هذه الظروف  المناسبة ونشر تربية النحل،وحل مشاكل النحالين والاهتمام بتسويق المنتجات النحل المختلفة حتى يقبل الزراع على تربية النحل،وخاصة وأن الربح العائد منها أعلى عامة بالمقارنة بفروع الزراعة الأخرى .كما أن النحل في مصر لا يصاب بالأمراض التى يصاب بها فى أوربا وأمريكا،لذا يجب النهوض بتربية الملكات فى الأماكن الزراعية المنعزلة حتى تصبح مصر مصدرأ لتصدير الملكات الممتازة الخالية من الأمراض الى جميع جهات العالم . والنحل المصرى الذي يربى فى مصر منذ آلاف السنين يعتبر المصدر الأساسى للشمع ، لذلك يجب على القائمين على تربيته العمل حسن استغلاله وتحسين سلالته حتى يكون مصدراً كبيراً للدخل القومى .ويمكن التعبير  عن تربية النحل بأنها استغلال رحيق الأزهار وحبوب اللقاح لإنتاج محاصيل غذائي وأخرى صناعية .

مميزات مشروع تربية النحل

تتميز تربية النحل كمشروع اقتصادى زراعى فى عالم المال عن غيرها من المشاريع الاقتصادية الأخرى بالمميزات الآتية :

  • قلة رأس المال المستخدم فى المشروع مع سرعة دوران رأس المال.
  • اعتماد النحل على نفسه في متطلبات حياته الخاصة بالمسكن والغذاء والتكاثر.
  • الظروف الجوية مناسبة لتربية النحل والنباتات المزهرة متوفرة طوال العام.
  • سرعة وسهولة تعويض الفاقد من وحدات المشروع (الطوائف).
  • تعدد أوجه الإنتاج من عسل وشمع ونحل … الخ.
  • النحالة معفاة من الضرائب التجارية.
  • في حالة تصفية المشروع فإن الخسائر لا تكاد تذكر.

اهداف تربية النحل

اهداف تربية النحل

ويمكن إجمال الأهداف التي من أجلها يتم تربية النحل فيما يأتى:

أولاً: الحصول على منتجات نحل العسل

1-  العسل

وهو من أهم المنتجات الرئيسية التي ينتجها نحل العسل،وهو غذاء شافي يختلف كثيراً عن سكر القصب فى قيمته الغذائية لاحتوائه على أنواع أخرى من السكريات،والمعادن،والفيتامينات التى لا توجد في سكر القصب . هذا بالإضافة الى سهولة حفظة وتعبئته وتداولة مما يشجع على كثرة الإقبال عليه.وتنتج الخلية الواحدة في السنة حوالى 3 كجم وقد يصل الى 5 كجم ، أما الخلايا الخشبية الحديثة فيبلغ إنتاج الطائفة في العام ما بين 6-10 كجم وقد يصل الى 12 كجم.

2- شمع نحل العسل

يعتبر شمع النحل من المحاصيّل الهامة لتربية النحل،والشمع هو المادة التي يفرزها النحل من اربعة ازواج من الغدد الشمعية،الموجودة على الحلقات البطنية الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة من الجهة السفلية لبطن الشغالات لبناء الاقراص الشمعية وتغطية العيون السداسية.والمصدر الأساسى لشمع النحل في مصر هو شمع الخلايا البلدية.ويدخل شمع النحل في صناعات كثيرة أهمها صناعة الأساسات الشمعية،وشموع الإنارة ،وبعض أنواع الورنيش ومواد التجميل.كما يستخدم فى طب الفم والاسنان وغير ذلك،كما يتم تصديره بأسعار مرتفعة للغاية.

3-  الغذاء الملكى

وهو افراز غدى تفرزه الشغالات الصغيرة السن بواسطة الغدد فوق البلعومية ،لتغذية البرقات حديثة السن حتى اليوم الثالث من عمرها ، وكذلك تغذية يرقات الملكات طول عمرها ويعتبر الغذاء الملكى من  المصادر الغنية بالفيتامينات والهرمونات.كما أنه يحتوى على نسبة عالية من الاحماض  الأمينية والدهون والسكريات . وقد قام العلماء بإجراء بحوث عديدة على إنتاج الغذاء  الملكى وأثره فى علاج كثير من الأمراض،مما جعل له قيمة كبيرة دفعت النحالين لإنتاجه على نطاق تجارى وبيعه بأسعار مرتفعة تدر عليهم أرباحاً طائلة.

4-  سم النحل

اتجهت بعض الدول لإنتاج سم النحل لما أظهرته الابحاث الطبية من نجاح العلاج به.حيث يستخدم في علاج التهاب المفاصل،والروماتزم وبعض الأمراض الجلدية.وقد تخصصت بعض مصانع الأدوية في الخارج في تجهيزه وإنتاجه في صورة علاج.

5-  حبوب اللقاح

تستعمل حبوب اللقاح الى يجمعها النحل،كغذاء مركز للإنسان وتعالج كثير من الأمراض،وتباع فى الصيدليات في كثير من الدول ، لأنها تعتبر مصدراً هاما للعديد من المركبات الهامة للإنسان.نظرأ لما تحتوية من قيمة غذائية عالية ، كما أن النحالين ينتجونها لبيعها كغذاء بروتيني للنحل.

6- البروبوليس (صمغ النحل)

هي مادة يجمعها النحل من قلف الأشجار ومن أغلفة حبوب اللقاح ،ويستعملها في سد الشقوق التي توجد في خلاياه أو في تغطية وتكفين الاجسام الغريبة التي توجد  داخل الخلية،والتى يصعب عليه التخلص منها . وقد أثبتت نتائج بعض الابحاث التى اجريت على هذه المادة فاعليتها فى علاج بعض الأمراض الجلدية،والأمل كبير فى استخدام هذه المادة فى العلاج الطبى.

7- حضنة النحل

يتركز نشاط طائفة النحل في إنتاج الحضنة في الربيع حيث تتوافر النباتات المزهرة ويتوافر الرحيق وحبوب اللقاح ويزداد نشاط الملكة في وضع البيض . ويستفاد  بالحضنة (اليرقات والعذارى) في غذاء الإنسان في بعض الدول الأفريقية والأسيوية وأستراليا وأمريكا الجنوبية.في بعض الدول الأخرى مثل كندا تستخدم الحضنة في  غذاء الحيوانات والدواجن وطيور وأسماك الزينة . ويمكن لطائفة النحل القوية أن تنتج  من 400 -500 حم من الحضنة كل حوالى أسبوع (6 – 7 أيام) لعدة شهور . والحضنة ذات قيمة غذائية عالية حيث أنها تحتوى على 15٪ بروتين و 4٪ دهون و 4٪ دهون و جليكوجين وكمية كبيرة من فيتامينات A ورطوبة تصل إلى 80%.

ثانياً: تلقيح الأزهار

يزور نحل العسل الأزهار لجمع الرحيق أو حبوب اللقاح أو كليهما ، وأثناء قيامه بهذه العمليات يقوم بتلقيح الأزهار وبالتالى زيادة المحصول.قدر بعض العلماء هذه الزيادة بأنها تعادل 20 مرة قدر الناتج من بيع العسل والشمع وغيرها من النحل.كما ظهر من الأبحاث العلمية أن 80٪ من الأزهار الحشرية التلقيح تعتمد في  تلقيحها على نحل العسل ، وظهر كذلك أن حوالى 50 محصولا تعتمد اعتماداً كليا في  تلقيحها على نحل العسل،أي أن زيادة إنتاجها يرجع الى تلقيح نحل العسل لأزهاره.وتعتبر نحلة العسل الحشرة الوحيدة التى يمكن التحكم فى تكاثرها ونقلها بعدد كبير الى الأماكن المختلفة بسهولة،لتلقيح أزهار الفاكهة والخضروات ومحاصيل البذور  والمراعى.لذا تؤجر خلايا النحل بأسعار مجزية الى أصحاب هذه المزارع ،لغرض تلقيح الأزهار وزيادة الإنتاج،ويعتبر هذا العمل من أهم أفرع الاستغلال الزراعي.

ثالثاً: تجارة النحل

وهى من منتجات النحل أيضا وتشمل :

  • إنتاج طرود النحل: يلجأ النحالون الى إنتاج هذا النوع من منتجات النحل في المناطق الغنية بالرحيق  وحبوب اللقاح ، والطرد عبارة عن خمسة أقراص شمعية مغطاة بالنحل من الجانبين منها ثلاثة أقراص حضنة وقرصان عسل وحبوب لقاح وعلى رأس الطرد ملكة ملقحة حديثة من سلالة ممتازة .
  • إنتاج النحل المرزوم: تجارة النحل المرزوم منتشرة في أوربا وأمريكا ومحدودة في مصر ونأمل أن يكون لها شأن فى القريب.حيث بدأ بعض النحالين في الوجه القبلى فى إنتاج النحل المرزوم حيث تكثر المحاصيل الرحيقية مع اعتدال الجو ودفئه.ويباع طرد النحل المرزوم في صناديق لكل صندوق وجهان من السلك ويحتوى الطرد على ٢ : ٣ أرطال من النحل وملكة ملقحة داخل قفص تسفير الملكات وكمية من المحلول السكرى لتغذية الطرد أثناء عملية النقل.
  • تربية الملكات للتجارة: انتشرت تربية الملكات وبيعها لتغيير الملكات المسنة حاليا فى مصر لما تدره من أرباح كبيرة وقد شجعت الحكومة النحالين الذين يقومون بتربية الملكات النقية فعزلت بعض المناطق وخصصتها لتربية النحل الكرينولى مثل دمياط والمنزلة والداخلة ومريوط لتكون مصدراً لإنتاج وبيع الملكات الكرينولى النقية للنحالين.وقد أدى عدم استيراد الملكات من الخارج وحماية النحل فى مصر من الإصابة بالأمراض المنتشرة في أوربا وأمريكا ، وتوفير العملات الصعبة وزيادة دخل القائمين بتربية  الملكات.

رابعاً: توفير فرص عمل جديدة

يؤدى إنتشار النحالة الى ظهور عديد من الصناعات مثل صناعات الخلايا الخشبية والادوات الخاصة بتربية النحل وصناعة شمع الاساس وتجارة العسل وذلك أوجد أسواقا رابحة وأوجد أبواباً واسعة للعمل والرزق وساهم بقدر وافر فى خدمة الاقتصاد القومى.

اترك تعليقا