
مساكن النحل؛الأنواع،والشروط
جدول المحتويات
مقدمة عن مساكن النحل
قال الله سبحانه وتعالى فى سورة النحل “وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ*ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” صدق الله العظيم.[ ٦٨ – ٦٩ ] ومن الآيات الكريمة عرفنا وعرف النحل بيوته ومساكنه فى الطبيعة من قديم الزمان.حيث كانت تسكن جحور الجبال وجذوع الأشجار المجوفة وعلى فروع الأشجار والشجيرات،ومازال النحل حتى يومنا هذا رغم تدخل الإنسان في طريقة معيشته،مازال يسكن هذه الأماكن فى كثير من مناطق العالم بل ويخرج منها عسلا من أكثر أنواع العسل شهرة والذي يعتبر ذا قيمة طبية،مثل أنواع من النحل الصغير البرى فى مناطق كالهند وسيلان والملايو .وصار الإنسان يحاول محاكاة النحل بتوفير أي مكان مجوف ليسكن فيها الطرود،كاستخدام أقفاص الجريد وتعليقها على فروع الأشجار فى أفريقيا،ومازال الأوربيون يستخدمون جذوع الأشجار المجوفة والخلايا المصنوعة من القش المجدول لصنع خلايا لتسكين النحل فيها.وكثيراً من النحالين في مصر يستخدمون خلايا أنبوبية من الطين والقش أو التبن المتخمر.تُرص هذه الخلايا الطينية فوق بعضها فى شكل هرمى مع عمل قرصين للأجناب وفى أحداهما فتحة للدخول والخروج،ويبنى النحل الأقراص المستديرة داخل هذه الأسطوانات.وهذا النوع من الأقراص لا يحتاج إلى رعاية مستمرة وفحص دائم كالخلايا الخشبية،والتى يمكن تحريك أقراصها بسهولة وفحصها.ولكن التعامل مع هذه الخلايا يتم بإزالة القرص الخلفى للخلية،للحصول على العسل .مع العلم انها تعطى إنتاجاً أقل من الخلايا الخشبية حيث يكون متوسط إنتاجها 2-3 كيلوجرامات من العسل للطائفة الواحدة.
تاريخ تسكين النحل
عاش النحل لقرون طويلة في الجبال وفي التجاويف الكبيرة للأشجار، وما زال النحل البري غـير المسـتأنس يعيش على هذا النحو. وحين اكتشف الإنسان العسل وتذوّق طعمه وخصائصه الصحية سعى بكل ذكائه وقوته لاستئناس النحل وتربيته للحصول على تلك المادة للذيذة الطعم الكبيرة الأثر في توفير أسباب منعتـه وقوتـه وشـفاء أمراضه. وكان لابد له من التقليد فأحدث الفجوات الكبيرة في الأشـجار الكبـيرة ليستقدم إليها النحل، وترك للصدفة نصيباً وافراً من اختيار النحل لهذه الفجـو كمساكن، ولعله نجح في بعضها وفشل في استقدامه إليها في البعض الآخر. مما دفعه لبناء الأعشاش القشية حينا، والقصبية حينا آخر، ثم تدرجـت محاولاته في اختراع المساكن الأقرب شبها لمساكن النحل الطبيعيـة.وتشـير الآثار الباقية من العصور القديمة أن النحل كان يستوطن الجرار المصنوعة من الفخار وأن العسل كان يوضع مع الميت في قبره.كما تشير بعض الآثار إلى أن النحل سكن أنابيبا خزفية أو فخارية. أما في سوريا وفلسطين فقد استعملت المراجين والتـي كـانت تصنع من القش كبيوت وخلايا متطورة لتربية النحل المستأنس. ولم تتحدث الدراسات عن الخلايا الحديثة إلا بعد عام1852،حينمـا اسـتطاع البحاثة الإنجليزية “لانجستروث” ان يصنع الخلايا الحديثـة التي تحتوي على المسافة النحلية،والتي تمكن المربي من التعامل مع النحل بيسر وسهولة وبأقل الأخطار وأوفر الإنتاج.كما كان لاختراع الأساسات الشمعية دورا بارزا في تربية النحـل، وانتشار المناحل والتوسع فيها، واتخاذها من المهن المجدية اقتصاديا خاصة بعد اكتشاف الإطارات المتحركة وتصنعيها واستعمالها في الخلايا الحديثة.
انواع مساكن النحل
يسهل تسكين النحل في مكان يحتوي على تجاويف ،بخلاف بعض السلالات الغير مستأنسة ،وعلى ذلك ،درس الإنسان منذ قديم الزمان ،انواع البيوت التي يمكن بنائها للنحل ،لتسكينه فيها وتربيته للحصول على منتجاتها المفيدة ،فنشأت العديد من الخلايا تختلف بإختلاف المكان ونوع النحل،والطريقة المتبعة في تربيتها.وهذه انواع مساكن النحل الذي اعتمد عليها الإنسان:
- داخل الصخور: تعد الصخور المجوفة مكان اساسي لبيوت النحل،وغالباً ما يتميز به النحل المقاوم للأمراض وذات قدرة تحمل للجفاف ودرجة الحرارة مثل النحل الجبلي والصحراوي.وقد يسكن النحل وينشأ خليته داخل الشقوق والتجاويف الصخرية،أو قد يسكن على منحدرات صخرية اعلى الجبال مثل نحل الهيمالايا الذي يسكن اعلى جبال الهيمالايا وينشأ خليته في الخلاء ملتصقاً بالصخور.
- بيوت طينية: كما ذكر في القرأن الكريم (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)،وكان الانسان قديماً يستخدم الطين في بناء بيته،وكذلك النحل في بعض السلالات كان يسكن في التجاويف الطينية .حيث كان يبني خليته داخل انابيب طينية استخدمها القدماء المصريين في تربية النحل.كما انها تستخدم حتى الأن في بعض الدول وتسمى الخلايا البلدية أو البدائية.وهناك انواع من النحل غير عسلي يسمى النحل البناء يعتمد على الطين في بناء بيوته.
- الأشجار: تعد الأشجار افضل واشهر مكان لمساكن اكثر سلالات النحل ،وفيه يبنى النحل خليته على احد الفروع العلوية،او داخل تجاويف السيقان.حتى الأن يتجه بعد الهجرة أو التطريد النحل لإنشاء بيوته على فروع الأشجار.
- بيت قشي: يعيش النحل ايضاً داخل القش وتسمى تلك الخلايا بالخلايا البلدية ،تماماً مثل البيوت الطينية.وكان الإنسان قديماً يستخدم ايضاً القش في بناء عروشهم ،واستخدموه ايضاً لبناء منازل لتربية النحل وهي خلايا أنبوبية تصنع من القش المجدول.
- بيوت خشبية: على غرار البيوت الشجرية ،يفضل النحل السكن داخل تجاويف وشقوق الخشب ،لأنه مادة طبيعية يمتص الرطوبة ويمنع التعفن.وقام الإنسان بإستخدام الخشب في بناء خلايا حديثة تستخدم حتى الأن في تربية النحل،وتؤدي نتائج ممتازة.مع العلم ان الخشب ايضاً يستخدم في بناء بيوت الإنسان منذ القدم حتى وقتنا هذا ،خاصة في الدول الأسيوية والأوروبية ،ولذلك نجد العديد من حالات اكتشاف خلايا نحل داخل المنازل.
ومن خلال بعض الدراسات في علم النحل،استطاع الباحثون من بناء بيوت جديدة للنحل بتكلفة زهيدة جداً للتسهيل على النحالين،مثل استخدام أقفاص الجريد والصناديق الكرتون والأسبتة الخوص.ونظراً لسهولة إسكان النحل فى أى مكان به تجويف فقد تعددت الطرق بالنسبة لكل بلد وحسب الخامات المتوفرة فيها فمنهم من استخدم البوص أو الخشب أو الأوانى الفخارية أو الطينية طالما استطاع أى نحال إسكان طرد النحل فيه.
شروط إنشاء مسكن ناجح للنحل (منحل)
دراسة حياة وسلوك النحل
يجب الإلمام بالمعلومات الكافية عن هذه المهنة وعن طباع وسلوك النحل،وأنواع النباتات المنتشرة حولك والتى سيتولى النحل جمع رحيق أزهارها وحبوب اللقاح منها.وعليك اكتساب الخبرة اللازمة عن طريق الإطلاع على الكتب والمجلات عن النحل،مع حضور تمرين عملى لمدة كافية في إحدى المناحل القريبة منك،وخاصة فى موسم نشاط النحل.ويمكن الاستعانة بقسم بحوث النحل بوزارة الزراعة بكل محافظة لإمدادك بالنشرات الدورية والخبرات والإجراءات الرسمية لإنشاء منحل.والبداية لابد أن تكون بعدد محدود من الخلايا بحيث لا تزيد عن 4 – 6 خلايا بطوائفهم وخاصة في العام الأول لاكتساب الخبرة اللازمة ولدراسة المنطقة ويمكن التوسع تدريجياً .
اختيار سلالة النحل
من الأمور الهامة لنجاح المنحل هو اختيار السلالة التى يمكن التعامل معها بسهولة،والتى تقل مشاكلها من ميل للتطريد وجمع للبروبوليس.ويجب اختيار السلالة ذات المواصفات القياسية مثل النحل الكرنيولى والطلياني والقوقازي،واختيار الطائفة من السلالات المحلية مع اختيار ملكة نقية من السلالات السابقة ويمكن تربية ملكات بعد ذلك من خلفتها.
إعداد مكان المنحل
يجب تسوية أرض المنحل لإمكان وضع الخلايا في صفوف منتظمة،وتكون فتحة الباب من الجهة القبلية. ومن المهم عمل سور حول المنحل من الحصير،أو بزراعة مصدات الرياح.كما يجب عمل مظلات بارتفاع مناسب لا يقل ارتفاعها عن 2.25 متر لحماية المنحل من أشعة الشمس صيفاً ويمكن استخدام سقف متحرك (حصر) لتوفير الشمس شتاء وتوضع الخلايا على أبعاد 1 – 1.5 م بين الخلية والأخرى ويفضل أن تكون متبادلة الوضع مع خلايا الصف الذي قبلها.كما يفضل وضع الخلايا تحت الأشجار المتساقطة الأوراق شتاء لإمدادها بالشمس شتاء والظل صيفاً أو حمايتها بعمل مظلات تحميها من حرارة الصيف والمطر شتاء .
اختيار المكان المناسب
اختياز المكان أو المنطقة التى سيقام عليها المنحل يتوقف عليها نجاح المنحل،فيجب أن تتوفر النباتات المزهرة حول المكان وبالمساحة المناسبة لعدد الخلايا،وكلما كانت المحاصيل به متعاقبة طول الموسم كان ذلك أفضل لإنتاج المنحل المستمر،مثل موالح – برسيم – قطن.كما أن قرب مصادر الرحيق وحبوب اللقاح من المنحل يساعد النحل على سرعة الجمع وتوفير الجهد،في الطيران لمسافة طويلة تكون على حساب عمر الشغالة وإنتاجها.وفى حالة عدم توفر مكان دائم للمنحل يتوفر فيه مصدر غذائى دائم طوال العام وخلال فصول السنة المختلفة،ففى هذه الحالة يجب إيجاد أماكن تنقل إليها الخلايا يتوفر فيها مصادر غذائية للنحل ، وقد ينقل المنحل لعدة أماكن خلال السنة حتى يظل النحل مشغولًا بشكل دائم في جمع الغذاء وتوفير العسل المحزون .
نصائح عند اختيار مكان المنحل
- يجب أن يكون المنحل فى مكان سهل المواصلات وخاصة إذا كان المنحل متنقلاً.
- أن تكون الأرض مستوية للمحافظة على وضع الخلايا.
- كما يجب أن يكون المنحل بعيداً عن المساكن حتى يمكن تفادى المشاكل التى قد تحدث مع الأهالى.
- عدم قرب المنحل من الشوارع الرئيسية حيث يطير النحل عبر الشوارع مسبباً حوادث كثيرة،ولذلك يجب وضع أشجار عالية حول المنحل فيطير النحل على ارتفاعات لا يسبب معها إزعاج للسيارات أو الناس.
- الابتعاد بقدر الإمكان عن وسائل الإزعاج والتى تسبب اهتزازاً للخلايا،كقرب المنحل من القطارات والمطارات والطرق العمومية التى تمر عليها شاحنات ضخمة.فالنحل يميل للعمل فى هدوء وأى إزعاج يزيد من اضطراب الطوائف واختلال عملها،ممايؤثر على المحصول ويضطر النحل لهجرة المكان الصاخب.
- كما يجب الابتعاد عن الحظائر والاسطبلات وأماكن المخلفات،التي تظهر منها روائح كريهة فوائحة،وحتى الإبتعاد عن اماكن يصدر منها روائح عطرية كيميائية كمصانع البخور أو العطور.
- يفضل ابتعاد الموقع عن مناحل الآخرين وخاصة في المناحل التجارية الكبيرة. تفادياً لظاهرة السرقة وقتال أفراد المنحلين مما يؤدى إلى حدوث اضرار وخسائر.