وظيفة شغالات النحل في الخلية

0

شغالات النحل

الشغالة هي أصغر أفراد الطائفة حجماً ،وأكثرها عدداً وقد يصل عددها فى الخلية الواحدة القوية إلى أكثر من 70 ألفاً فى موسم النشاط كما أنها تقوم بشئون الخلية ونشاطها بتأدية جميع الأعمال اللازمة للخلية سواء داخل الخلية أو خارجها.والشغالة أنثى ولكن جهازها التناسلى غير مكتمل التكوين وتنشأ من بيضة ملقحة ولكن فى حالة استثنائية عند فقد الملكة وعدم وجود بيض مخصب أو يرقات صغيرة تضع بيضاً غير ملقح ينتج عنه ذكور فقط وتتجمع حولها الحاضنات لتطعمها الغذاء الملكى،ولكنها تضع بيضاً بمعدل حوالى 7 بيضات فى اليوم.تبدأ حياة الشغالة بفقس البيضة الملقحة في العين السداسية (اصغر من عيون الذكور والملكات) المخصصة لتربية الشغالات بعد 3 أيام من وضع البيض وتبدأ تغذية اليرقة لمدة 3 أيام الأولى على الغذاء الملكى ولمدة يومين على خبز النحل (خليط حبوب اللقاح والعسل) ،وتتحول إلى حشرة كاملة خلال مدة ٢١ يوماً.لتبدأ وظيفتها داخل الخلية وخارجها حسب العمر.

مهمة شغالات النحل حسب العمر

إذا أتيحت لك الفرصة لمراقبة خلية من قريب وتتبعت سلوك ونشاط الشغالات داخل وخارج الخلية لوجدت نظاماً معيناً في تقسيم العمل والوظائف المختلفة بين أفراد الطائفة الواحدة،وكل فرد فى الخلية يعمل للمحافظة على استقرار وأمن الخلية.وتقضى الشغالات ما يقرب من نصف عمرها في عديد من الأعمال داخل الخلية تناسب بداية عمرها والنصف الآخر في أعمال خارج الخلية.يبلغ متوسط عمر الشغالة في فصلى الربيع والصيف وحتى بداية الخريف بين 30 – 35يوماً،ويزداد عمر الشغالة خلال فصل الشتاء حتى 75 يوماً لاحتفاظها بالبروتين في جسمها،بينما تستهلك معظم الدهون والبروتين صيفاً مع كثرة الأعمال التى تقوم بها .وعندما تموت الشغالة فإنها تموت خارج الخلية وإذا حدث وماتت فى داخلها فسريعاً ما تُنقل بعيداً عن الخلية بواسطة الشغالات الحية.

جُهزت الشغالات بتحورات خاصة لتناسب الأعمال التى تقوم بها داخل الخلية وخارجها،رغم أنها تتشابه مع كل من الملكة والذكر ولكنها تقل عنهما فى الحجم،فلها أجنحة قوية تستخدمها في الطيران لمسافات بعيدة للبحث عن الرحيق،وأجزاء الفم مجهزة لجمع الرحيق والأرجل مجهزة لجمع حبوب اللقاح والغدد المختلفة لإنتاج الغذاء الملكى وغدد الرائحة والغدد الشمعية المستخدمة فى إنتاج الشمع ومعدة العسل كبيرة الحجم لتخزين كمية كبيرة من الرحيق وكثير من الوظائف الأخرى.

تطور اعمال الشغالة داخل الخلية

  1. تخرج الشغالة من العيون السداسية ضعيفة الحركة وجسمها مبلل فتبدأ بتنظيف جسمها أولًا،ونظراً لضعف عضلات الفك خلال الأيام الثلاثة الأولى فإنها تعتمد فى غذائها على الشغالات الأكبر منها سناً ، فتمد لسانها إليها وتتولى الشغالة الكبيرة إخراج قطرة عسل من حوصلتها وتدحرجها على امتداد لسانها حتى تسقط على نهاية لسان الشغالة الصغيرة فتمتصها النحلة الصغيرة سريعاً.
  2. تجمع الشغالات الصغيرة خلال الأيام الأولى بجوار الحضنة مما يساعد على حفظ درجة الحرارة وتدفئة الحضنة ومن اليومين الثاني والثالث تقوم الشغالة الصغيرة بتنظيف وتلميع العيون السداسية الحالية من الحضنة لإعدادها لاستقبال بيض الملكة.
  3. ومن اليوم الرابع وحتى السادس تنناول الشغالة طعامها بنفسها من العسل الموجود بالعيون السداسية وحبوب اللقاح،وفى نفس الوقت تطعم اليرقاتلاالكبيرة السن ( 3 – 5 أيام ) بخبز النحل (خليط العسل وحبوب اللقاح) حيث تعمل حبوب اللقاح على تنشيط الغدد البلعومية لتبدأ إفراز غذاء الملكات.
  4. من اليوم الثامن أو التاسع تبدأ فى تغذية اليرقات الصغيرة ( أقل من 3 أيام) بالغذاء الملكى ،وتقوم بتغذية يرقات البيوت الملكية وتمد الملكة بالغذاء الملكى أيضاً.
  5. تبدأ الشغالة بداية من عمر أسبوع فى عمل رحلات طيران خارج الخلية للتعرف على المنطقة المحيطة بها وتزداد دائرة الطيران اليومى استعـداداً للعمل خارج الخلية وفى نفس الوقت تبدأ فى التخلص من فضلات الأمعاء أثناء الطيران.
  6. قرب نهاية تغذية اليرقات بالغذاء الملكى تنشط الغدد الشمعية في الشغالات وتبدأ مرحلة جديدة انتقالية لإنتاج الشمع.
  7. عندما يكون عمرها أكثر من 12 يوماً، تستقبل الشغالة الرحيق بين الفكوك العلوية وخرطومها بحيث تسمح بتعريض الرحيق للهواء لتركيزه مع إضافة الأنزيمات اللازمة إليه،وتقوم بتخزينه لفترة داخل معدة العسل حتى يتم التخلص من الرطوبة الزائدة ثم تخزنه في العيون السداسية أو يتم تخزينه مباشرة في صورة عسل.
  8. كما تقوم الشغالات باستلام حبوب اللقاح وتضيف إليها بعض العسل لحفظها فى العيون السداسية.
  9. تقوم الشغالات بتغطية العيون السداسية التى تحتوى على اليرقات بمادة مسامية عبارة عن مخلوط من الشمع وحبوب اللقاح حيث تعمل حبوب اللقاح وسط الشمع كمسام تسمح بدخول الهواء إلى اليرقات ويتم تغطية العسل بمادة مسامية مصمتة لتمنع دخول الهواء والرطوبة إليه حتى لا يتلف .

وهذا الترتيب في العمل لا يمنع الشغالة من تلبية أى نداء للعمل فى أى موقع بالخلية فعدم توفر الشغالات الجامعة للرحيق لا يمنع من خروج الأخرى الصغيرة لتوفير العسل للخلية وربما يحدث العكس وتعود الشغالات الكبيرة من الخارج لتغذية الحضنة والأعمال الداخلية المختلفة وقد تقوم الشغالة بأكثر من عمل فى آن واحد.

بناء الأقراص الشمعية

يبدأ عمل الغدد الشمعية في شغالة النحل بداية من عمر 12 يوماً وحتى اليوم 18 ويفرز الشمع بصورة سائلة على درجة حرارة حوالى 34 – 36 م،ولكنها تتصلب بعد ذلك على هيئة قشور عندما تتعرض للجو الخارجى.ويحتاج إنتاج الشمع إلى استهلاك كمية كبيرة من العسل فكل كيلو جرام شمع يحتاج لكمية عسل تتراوح بين 15 – 24 كيلو جراماً.تعتبر عملية بناء الأقراص الشمعية من أدق العمليات وأكثرها إعجازاً من الله سبحانه وتعالى:

  1. تقوم شغالات النحل بقياس مساحة العيون بأذرعها ،لبدء البناء.
  2. ثم تختار الشكل الهندسي الذي يساعد فى عدم إعطاء أى فراغ فى الخلية وهو الشكل السداسي.
  3. يتم تقسيم 2 احجام مختلفة للعيون السداسية ،احدهما لحضنة الذكور وهي كبيرة،والأخرى للشغالات وهي اصغر حجماً.
  4. البيوت الملكية تبنى خارج العيون السداسية في الثلث الأخير من القرص ويستخدم فى بنائها الشمع وحبوب اللقاح وهى غير سداسية وبطول2.5 سم وقطر 0.9 سم .
  5. تخرج المادة الشمعية من غدد الشغالة الموجودة بالبطن على صورة قشور تتناولها الشغالة بواسطة الأرجل الخلفية وتنقلها إلى الأمامية ثم إلى الفكوك لتفرز عليها بعض الإفرازات التى تلينها .
  6. وتبدأ فى البناء حسب الرسم الهندسى المطلوب منها، وتظل وردية العمل فى هذا الوضع ما يقرب من 20 ساعة عمل متواصل حتى تأتى وردية جديدة تستلم منها العمل ، ونظراً لكثرة كمية العسل المطلوبة لهذا العمل فيقوم النحل به خلال موسم الفيض عندما يكثر الرحيق حول الخلايا.
  7. بعد انتهاء هذا آلبناء الضخم للأقراص الشمعية وسقوط فضلات الشمع فى أماكن مختلفة من الخلية، تتقدم مجموعات النظافة والتى من مسئوليتها ترك الخلية دائماً نظيفة وهذا العمل تباشره النحلة الشغالة في فترة محدودة من عمرها ولمدة لا تزيد عن يومين وعادة يكون آخر أعمال الشغالة داخل الخلية بعد ضمور الغدد الشمعية وذلك فى سن 18 يوماً .
  8. ترفع فيها النحلة بقايا الشمع ومادة اليروبلس وغير ذلك من مخلفات عمليات التشييد وبقايا جلود الانسلاخ وشرانق الحشرات، وفى حالة عدم قدرتها على سحبه خارج الخلية فتقوم بإحاطة الجسم بمادة البروبوليس الصمغية لمنع فساده وتعفنه .

وظيفة الشغالة في خلية النحل

تقوم الشغالات بالأعمال الآتية، تبعا لتطور أعضائها المختلفة:

تدفئة الحضنة

الشغالة الصغيرة تخرج مبللة ومجعدة الأجنحة، ولا تستطيع تغذية نفسها؛فتغذيها الشغالات الأكبر منها المجاورة لها، ثم تقوم بتنظيف العين (التي خرجت منها الشغالات) قبل أن تضع بهـا الملكة البيض، وتستريح بالوقوف على الحضانة لتـدفئتها وتعتمد الشغالة الصغيرة على الشغالات الكبيرة في تغذيتها وتدفئتها طوال الأيام الثلاثة الأولى من عمرها.

تغذية اليرقات والعناية بالملكة

بعد أن تقوى عضـلات الفكوك فى اليوم الثالث تأخذ الشغالات غـذاءها بنفسها من العسل وحبوب اللقاح. وفى الوقت نفسه تقوم بتغذية اليرقات الكبيرة بخبز النحل الذي يتكون من العسل وحبوب اللقاح.عندما تقوم الشغـالات بتجهيز خبز النحـل يمتص جسمها كمـية من البروتينيات الموجودة بحبـوب اللقاح؛ فتنشأ الغـدد البلعومية، وتبدأ فى إفراز السائل الملكي ابتداء من اليوم الخامس أو السادس من عمرها، ويستمر هذا الإفراز حتى تبلغ من العمر 12 يوما؛ وذلك لتغذية اليرقات الصغيرة السن التى عمرها من ثلاثة أيام،وكذلك يرقـات الملكات إن وجدت. كـما إنها تسـير بالقـرب من الملكة؛ لتعـتنى بها وتمدها بالغذاء الملكى.

معرفة مكان الخلية

يتعرف النحل على خليته عن طريق رائحتها ،ويجب ان تقوم برحلة استكشافية اولاً مع النحل الأكبر عمراً ،لتبدأ في اعمالها خارج الخلية عند فترة من عمرها.كما انه فى أواخر فترة الحضانة تكون غـدد الغذاء الملكى قد أخذت فى الضمور، ويكون المستقيم قد امثلاً بالفضلات؛ فتقوم الشغالات بعمل رحلات استكشافية قصيرة خارج الخلية قريبة من مدخل الخلية؛ حتى تتعـود على شكل خليتها، ولتتعـرف على رائحتها والعلامات المحيطة بها، ولـتقوم بإلقاء برازها خارج الخلية؛ حيث إن النحل لا يتبرز داخل خليته مطلقا.

استلام الرحيق وتعبئة حبوب اللقاح

تنتقل الشغالات الصغيرة بالقرب من مـدخل الخلية لتسلم الرحيق من الشغالات العائدة من السروح؛ وتقوم بتـركيزه وإفراز الإنزيمات عليه، وتخـزينه.كما تقوم هذه الشغالة تفكيك كتل حبوب اللقاح (التي تضعها الشغالات الجامعة فى العين السداسية)، ثم تضيف إليها بعض العسل لحفظها.

إفراز الشمع

عند قيام الشغالات لتحويل الرحيق إلى عسل تمتص أجسامها بعض المواد السكرية التى تحولها غدد شمع النحل إلى مواد شمعية ؛ وتقوم الشغالات حينئذ (يكون عمرها 12 يوما تقريبا) ببناء الأقراص الشمعية. ويحتاج بناء الأقراص إلى درجة حرارة عالية نسبياً.وتحتاج الشغالة إلى استهلاك كميات كبيرة من العسل حتى تستطيع القيام بإفراز الشمع. وقد وجد ان الشغالة تستهلك 8.8 كيلو جرام من العسل لإنتاج كيلو جرام من الشمع.اقرأ ايضاً:طرق الحصول على الشمع من خلية النحل

حراسة الخلية وتنظيفها

عندما تبلغ الشغالة ثمانية عشر يوما تضمر الغدد الشمعية، وتقوم الشغالات بتنظيف الخلايا، وحراسة المدخل،وحماية الخلية من النحل السارق والحشرات المفترسة كدبور البلح وفراشة السمسم.والشغالة الحارسة تقف على باب الخلية على أربعة أرجل فقط وترفع أرجلها الامامية عن الأرض، وتمد قرون الاستشعار إلى الأمام، وفكوكها العلوية مغلقة،واذا رأت سارقا أو عدوا فـتحت الفكوك العلوية وفردت أجنحتها، وأمـسكت بها، ثم تقوم بلدغها وقد تضحي بحياتها من اجل حراسة طائفتها.

تهوية الخلايا

تعمل الشغالة على خفض درجة الحرارة بداخل الخلية أثناء الجو الحار، وذلك عن طريق التهوية أمام مدخل الخلية. وأثناء موسم جمع الرحيق تعمل الشغالة على إحداث تيار من الهواء داخل الخلية يساعد على التخلص من نسبة الرطوبة فى العسل غير الناضج.ويتراوح عدد الشغالات التى تقوم بعملية التهوية من عدد بسيط إلى عدة مئات حسب حاجة الطائفة ،وعادة ما تقف هذه الشغالة على لوحة الطيران متباعدة عن بعضها، حتى لا يعيق بعضها البعض الآخر. وتكون رؤوسها مـتجهة نحو مدخل الخلية. وبتحريك أجنحـتها بسرعة يحدث تيار هوائى يعمل على خفض درجة حرارة الخلية وفى درجـة الحـرارة الشـديدة نجـد أن النحل يتـجـمع على واجـهـة وجـوانب الخلية،لتهـرب من الحرارة المرتفعة بداخلهـا.

اترك تعليقا