مرض الأكارين هو مرض خطير يصيب نحل العسل ويسبب ضعفه وموته. يسببه نوع صغير جداً من حشورات (mites) يسمى Acarapis woodi.ينتقل هذا المرض بين النحل عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق النحل الملوث الذي يقوم بنقل الطفيليات بين الخلايا. ومن الممكن أن ينتقل المرض أيضًا عبر التطريد الطبيعي للنحل،او بسبب الغذاء الملوث. ويزداد انتشار هذا المرض خلال فصل الربيع والصيف بسبب زيادة النشاط الحيوي للنحل في هذه الفترة.
مرض الأكارين
النحل يتعرض للعديد من الأمراض والطفيليات التي تهدد صحته وبقائه. من بين هذه الأمراض مرض الأكارين، وهو مرض طفيلي يسببه حشرة طفيلية صغير جداً،تدعى Acarapis woodi، وهي من نوع الحلم (mites). هذه الحشرة تسكن في القصبات الهوائية التي توجد في صدر نحل العسل. تنتقل الأنثى المخصبة من هذه الحشرة إلى القصبات الهوائية وتضع بيضها بعد أن تخرج النحلة من خليتها بوقت قصير. يستغرق بيض هذه الحشرة خمسة أيام ليفقس ويتحول إلى يرقات صغيرة. تستمر هذه اليرقات في التطور لمدة 11-15 يومًا حتى تصبح حشرات بالغة. تمتلئ القصبات الهوائية بالحشرات والبيض المختلفة التطور. تتغذى هذه الحشرات على دم نحل العسل بعد أن تثقب جدار القصبة الهوائية. هذا يؤدي إلى تخريب القصبات الهوائية وتغير لونها إلى البني وانكسارها بسهولة. لا يظهر هذا التأثير بوضوح على نحل العسل الذي يستمر في عمله.لكن بعد فترة من تملك هذه الطفيليات على قصبة النحل ،تظهر على النحل اعراض الاصابة ،مثل عدم القدرة على الطيران ،والخمول في العمل ،وتبرز النحل على لوحة الطيران ،ومن ثم موت النحل.
يؤثر هذا المرض على عمر نحل العسل وتقصره.كما يسبب العدوى لباقي النحل ،حيث تنتقل الطفيليات من نحلة إلى أخرى عندما يكون هناك اتصال بينهم.ويختلف شدة المرض في الخلايا باختلاف نسبة نحل المستعمرة المصاب بالحشرات، خاصة في فصل الشتاء. قد يؤدي ازدياد شدة المرض إلى موت كامل المستعمرة. كما أن شدة المرض تزداد بعد صيف جاف وقليل الزهور، لأن هذا يجعل من السهل على الحشرات التنقل.
أعراض مرض الأكارين
لا توجد علامات محددة يمكن من خلالها الكشف عن إصابة المستعمرة بمرض الأكارين، وفي حالة وجود الأكارين في المستعمرة يبدو النحل بحالة صحية، لكنه يحتضر ويزحف خارجًا من مدخل الخلية. لكن هذا الزحف قد يكون ناتجًا من إصابة النحل بفيروسات أخرى مثل فيروس الشلل (paralysis).لذلك، فإن التشخيص المؤكد لمرض الأكارين يتطلب التشريح والفحص المجهري للقصبات الهوائية للنحل المصاب.القصبات الهوائية المصابة بالحشرات تظهر بقعًا بنية أو سوداء، وجدارها مثقوب ومتشقق. قد تصبح القصبات الهوائية سوداء تمامًا بسبب امتلائها بالحشرات والبيض.في حالة الإصابة الخفيفة، قد تكون بعض أو كل القصبات الهوائية تحتوي على عدد قليل من الحشرات البالغة والبيض. هذا يجعلها شفافة ومنفتحة ومشوهة قليلاً.
هذه بعض العلامات التي تدل على اصابة النحل بمرض الأكارين:
- وجود كومة من النحل الميت تحت الخلية.
- يؤثر المرض أيضًا على النحل الصغير الذي يفقد القدرة على التطور بشكل صحيح.
- ظهور اجنحة النحل بشكل غريب عن العادة ،حيث تبدو بأنها مرتخية او مكسورة.
- خمول حركة النحل ،وعدم قدرتها على الطيران ،حيثتتعرض عضلات الطيران في صدر نحل العسل للضمور بسبب الإصابة الشديدة.
- قد تظهر اعراض تشبه مرض الإنزيما،كانتفاخ البطن،وتبرز النحل على لوحة الطيران.
ما هي أسباب انتشار مرض الأكارين؟
الطفيليات المسببة لمرض الأكارين ينتقل من نحلة إلى أخرى عن طريق التلاصق أو التزاحم داخل المستعمرة، أو عبر تغذية نحلة على رحيق نحلة أخرى، أو عبر استخدام النحل لخلايا مصابة. كما أن الحلم ينتشر بسهولة بين المستعمرات المختلفة عن طريق تبادل الطوائف أو الخلايا أو الأدوات بين المربين، أو عن طريق السرقة أو التطفيل أو التهجين. ويعتمد التأثير الحادث في الخلية على نسبة النحل الناقل للطفيل، خاصة خلال الشتاء، ويؤدي ارتفاع شدة الإصابة إلى موت المستعمرة. وترتفع شدة الإصابة بعد صيف فقير في الرحيق، الأمر الذي يسهل هجرة الطفيليات من نحلة لأخرى.لتجنب انتشار هذا المرض في المستعمرة، يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية والعلاجية، مثل:
- تجنب تبادل الطوائف أو الخلايا أو الأدوات بين المربين، أو استخدام مواد مطهرة لتنظيفها قبل التحويل.
- تطبيق ممارسات صحية لرعاية المستعمرات النحلية والمحافظة على نظافتها وتهويتها.
- تجنب تهجين النحل من مصادر غير موثوقة أو غير مفحوصة.
- تجنب إطعام النحل بالسكر أو العسل المستورد أو المصاب.
- استبدال الملكات النحل المصابة بملكات جديدة وصحية لتحسين جودة النحل وتعزيز تركيبة المستعمرة.
- تحسين ظروف التغذية والصحة للنحل، خاصة في فصل الشتاء.
- مراقبة حالة النحل والخلايا بانتظام والكشف عن أي علامات للإصابة.
- علاج النحل المصاب بمضادات حيوية أو مبيدات حشرية أو طرق طبيعية، مثل حرق شرائط من مادة التمول (thymol) في الخلية. للتحكم في انتشار المرض والحد من تأثيره السلبي على النحل.
تأثير مرض الأكارين على إنتاجية النحل والعسل
تؤثر الأمراض عمومًا ومرض الأكارين بشكل خاص على إنتاجية النحل وجودته. يعاني النحل المصاب بالمرض من تراجع في قدرته على جمع الرحيق واللقاح وتلقيح المحاصيل، مما يؤدي إلى تدهور إنتاجية المستعمرة بشكل عام. تقل نسبة تلقيح المحاصيل بسبب نقص عدد النحل الذين يؤدون هذه المهمة الحيوية، مما يؤثر على نمو وصحة المحاصيل ويؤثر على الإنتاج الزراعي بشكل عام.كما يقل انتاج العسل في الخلية المصابة ،وقد ينعدم انتاج العسل ،اذا كان الخلية كلها مصابة.
طرق العلاج
كما هو الأمر في مرض النوزيما (nosema)، لابد من مراقبة الحالة الصحية للمنحل ومراقبة الأمراض التي قد تظهر، ويجرى العلاج فقط عند الحاجة. إذا لم تبد المستعمرة علامات مرضية أو نقص في إعداد أفراد الخلية، أو وجود نحل زواحف، فهذا يعني أن الأمور على ما يرام. أما إذا بدأ الموت في الشتاء فلا بد من اللجوء إلى الفحص الميكروسكوبي الذي سيعطينا فكرة عن سبب هذا الموت. في حالة التأكد من وجود الأكارين يمكن معالجة النحل بحرق شرائط من مادة التمول (thymol) في الخلية، وهي شرائط خضراء مساحتها 2.5 × 10 سم، مشربة بقدر كافٍ من المبيد (acaricide)، يعلق الشريط في الخلية بعد أن يكون كل النحل داخل الخلية في المساء، وتغلق الخلية، وعند ذلك يبدأ النحل في تهوية المستعمرة محدثًا زئيرًا عاليًا، ولا شك في أن الدخان الناتج من حرق الشريط سوف يندفع داخل أجزاء المستعمرة إلى كل ركن فيها، والأمر الذي يزيد من عملية التهوية لدى النحل فيدخل إلى داخل قصباته ليقتل حشود من حشرات الطفيليات المعششة في قصبة النحل.
مرض الأكارين هو تحدي كبير يواجه مستعمرات النحل في جميع أنحاء العالم، وتأثيره يمتد إلى إنتاجيتها وتوازن البيئة. من المهم تطبيق التدابير اللازمة للوقاية من هذا المرض والتعامل معه بفعالية للحفاظ على صحة واستدامة مستعمرات النحل ودورها الحيوي في البيئة. لذا يجب على مربي النحل والجهات المعنية أن يعملوا سويًا على تعزيز الوعي بمرض الأكارين وتبني الأساليب والإجراءات الفعالة لمكافحته والحد من تأثيره السلبي على النحل والبيئة بشكل عام.
No Comment! Be the first one.