العسل هو من أعجب ما خلق الله تعالى في هذا الكون، فهو ثمرة عمل نحلة صغيرة تجمع رحيق الزهور وتحوله إلى سائل حلو وشفاء للناس. العسل ليس مجرد غذاء لذيذ، بل هو دواء قوي وفعال لكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان. فالعسل يحتوي على مواد مغذية ومضادة للجراثيم والفطريات والفيروسات، ويساعد على تقوية المناعة وتنشيط الدورة الدموية وتهدئة الأعصاب وتخفيف الألم والحرارة. كما أن العسل يساعد على شفاء الجروح والحروق والقرحات والتهابات الجلد والأغشية المختلفة، ويمنع تكون الندبات والآثار.
ولقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي بالعسل، فقد قال: (عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن). وقد استخدمه في علاج بعض المرضى من أصحابه، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخي يشتكي بطنه. فقال: (اسقه عسلا). ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم شفي بإذن الله.ولقد أثنى القرآن الكريم على فضائل العسل، فقال تعالى: (فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). فالعسل هو من آيات الله التي تدل على حكمته ورحمته بخلقه.
جدول المحتويات
1- العسل والجهاز الهضمي
يحمل العسل تأثيرًا إيجابيًا على الجهاز الهضمي والأمعاء، حيث كان يُستخدم منذ القدم لعلاج العديد من مشاكل المعدة والأمعاء. يحتوي العسل على العناصر المعدنية مثل المنجنيز والحديد التي تعزز صحة المعدة والجهاز الهضمي. يمكن للعسل علاج حالات الحموضة الزائدة في المعدة وقرحة الإثنى عشر عن طريق تناول ملعقة منه مع الماء أو الحليب قبل الوجبات. أيضًا، يُمكن استخدام العسل لتنشيط افراز العصارة المعدية عندما يكون هناك نقص في حموضة المعدة.ويتم تناوله كالتالي:
- الحموضة الزائدة في المعدة وقرحة الإثني عشر: يُنصح بتناول ملعقة عسل خالص أو خلط 30 جم من العسل في كوب ماء دافئ أو حليب دافئ وشرب المزيج صباحًا قبل الغذاء بساعتين أو بعد تناول الطعام بحوالى 3 ساعات لتقليل إفراز العصارة المعدية وعلاج الحموضة الزائدة.
- نقص الحموضة في المعدة: يُنصح بتناول العسل قبل الأكل مباشرة لتحفيز إفراز العصارة المعدية.
- التلبُّك والإمساك والتجشؤ: يمكن تناول ماعقتين صغيرتين من العسل في الصباح لتنشيط وتهدئة المعدة والأمعاء وخاصة الأعصاب.
2- العسل والجهاز التنفسي
تظهر الأبحاث أن العسل له تأثير إيجابي في علاج التهابات الجيوب الأنفية والقصبة الهوائية والسعال الديكي وحتى السل الرئوي. للحصول على الفائدة القصوى، يُنصح بتناول ملعقتين من العسل قبل الإفطار عند بداية الاصابة، كما يمكن تحضير شراب يحتوي على ملعقة عسل وملعقة زنجبيل وعصير ليمونة واحدة لتخفيف أعراض الزكام والسعال.
3- العسل والجلد والحروق
يمكن استخدام العسل لعلاج الحروق وتهدئة الجلد وتسكين الآلام. تحتوي خصائصه المضادة للبكتيريا على تأثير إيجابي في تطهير الجروح وتسريع تجدد الأنسجة الجلدية. يمكن استخدامه كمغذي للبشرة لزيادة نعومتها وليونتها عند استخدامه مع اللبن لدهان وجه السيدات والأيدي. أيضًا، يُستخدم مخلوط العسل والجلسرين وعصير الليمون لعلاج تبقع الجلد.
4- العسل والتوتر العصبي
العسل يُساعد على تخفيف التوتر العصبي والتقلصات العضلية وقد يساهم في علاج التبول الليلي عند الأطفال. يُنصح بتناول ملعقتين صغيرتين من العسل مع كل وجبة لتسكين الجهاز العصبي وتحسين عملية النوم.
5- العسل وأمراض العيون
يُستخدم العسل في علاج التهابات العين ومعالجة حواف الجفون، وقد وجد حديثًا أن له خاصية قتل الجراثيم وسرعة التئام الجروح. يُمكن استخدام قطرات من العسل الصافي في العيون عدة مرات في اليوم للحصول على تأثير إيجابي في علاج التهابات العين.
6- العسل ومرضى السكر
مع استهلاكه بمقادير قليلة، يساهم العسل في زيادة سريعة في سكر الدم لدى مرضى السكري مما يعمل على تنبيه الخلايا المسؤولة عن إفراز الأنسولين في الدم للعمل على إفرازه.
7- العسل لعلاج التبول في الفراش
يمكن استخدام العسل لعلاج حالات التبول في الفراش التي تصيب الأطفال بعد سن السنة الثانية، حيث يمكن إعطاء الطفل ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم مباشرة. تساعد هذه الطريقة على تهدئة الجهاز العصبي وامتصاص الماء في الجسم والاحتفاظ به طوال فترة النوم.
تُظهر هذه المعلومات القيمة أن التداوي بعسل النحل يحمل العديد من الفوائد الصحية والعلاجية لمختلف الأمراض والحالات الصحية. ويُمكن استخدام العسل بشكل طبيعي وآمن للحفاظ على صحة الجسم والحصول على العلاج المناسب للمشاكل الصحية المختلفة.ولكن يجب أن نعلم أن التداوي بالعسل لا يغني عن التوكل على الله والدعاء إليه، فإنه هو المشفي والمعافي، ولا يغني عن استشارة الأطباء المختصين إذا احتاج الأمر إلى ذلك، فإنهم هم أهل الخبرة في مجالاتهم. كما يجب أن نختار العسل الجودة والصافية من مصادر موثوقة، وألا نزيد في استخدامه عن حده المعتدل، فإن في ذلك خيراً لصحتنا.
