النحلة العاملة هي أحد أفراد طائفة النحل التي تتكون من الملكة والذكور والعاملات. تتمتع النحلة العاملة ببعض الخصائص والوظائف المميزة التي تجعلها عنصراً أساسياً في حياة الطائفة وإنتاج العسل.
خصائص النحلة العاملة
غدد شمعية
تتميز النحلة العاملة عن غيرها من أفراد الطائفة بوجود غدد شمعية تمتد من الحلقة الثانية حتى السادسة في بطنها. عددها ثمانية غدد، كل أربعة منها تقع على جانب واحد من بطنها، وبمعدل غدة واحدة على كل حلقة بطنية. مهمة هذه الغدد هي إفراز مادة شمعية تكون سائلة عند إفرازها، ثم تجف بسرعة، وتتحول إلى قشرة دقيقة من الشمع. تقوم النحلة العاملة بانتزاع هذه القشور من بطنها، وحملها بأرجلها إلى فكوكها، حيث يتم عجنها بمادة تفرزها من فمها حتى تصبح عجينة شمعية. لهذه العجينة أهمية كبرى في بناء الخلايا السداسية على الإطارات الشمعية.
سلة حبوب اللقاح
يميز النحلة العاملة عن غيرها من أفراد الطائفة تلك السلة التي تنشأ عن الجيب الذي يقع عند عرقوب النحلة العاملة من الداخل. يسمى هذا الجيب بسلة حبوب اللقاح Pollen Basket ويمكن مشاهدته بوضوح عند هبوط النحلة العاملة على لوحة الطيران في الخلية، عند عودتها من الحقل بحيث تكون هذه السلة في غالب الأحيان ممتلئة بحبوب اللقاح ذات اللون الأصفر أو البرتقالي، أو البني الفاتح. وقد يصل سمكها مع الساق إلى ٢ ملم، وطولها من ٢-٤ ميليمتر. تستخدم هذه السلة لنقل حبوب اللقاح إلى خلايا المخزن في الخلية، حيث تختزن كغذاء ليرقات النحل.
آلة لسع
تدافع النحلة العاملة عن نفسها في بعض الأحيان، وعن خليتها في معظم الأحيان بواسطة آلة لسعها المختفية في الغالب في مؤخرتها. إذا اضطرت العاملة إلى استعمالها فإنها تكون بذلك قد ضحت بروحها وقررت الوصول إلى نهايتها المحتومة وهي الموت.
والسبب في ذلك يرجع لأن هذه الآلة ذات حواف منشارية أي حوافها على شكل أسنان المنشار. فإذا غرست في جسد إنسان أو حيوان، صعب إخراجها، إلا بخروج أحشاء النحلة معها مما يؤدي إلى نزيف حاد، وموت مؤكد لهذه النحلة، بعد ساعة أو ساعتين من حدوث تلك اللسعة. كما تفرز هذه الآلة مادة سامة تسبب ألمًا وانتفاخًا والتهابًا في مكان التأثير.
لون بطن
يعتبر لون بطن النحلة العاملة من الأعلى أو من الأسفل من أهم المميزات لمعرفة سلالة النحل، ونوعه، وطبعه. فالبطون المخططة بالأسود والأصفر تشير إلى سلالات نحل متوسطة أو إيطالية، وهي سلالات هادئة ومنتجة للعسل. أما البطون المخططة بالأسود والأبيض فتشير إلى سلالات نحل قوقازية أو كارنيولية، وهي سلالات مقاومة للبرد والرطوبة. والبطون السوداء الكاملة فتشير إلى سلالات نحل أفريقية أو مصرية، وهي سلالات عدوانية ومتحركة.
جمع الرحيق وحبوب اللقاح
أما الأعمال الخارجية التي تقوم بها العاملات فتتلخص في الطيران خارج الخلية، والتنقل على الأزهار لجمع الرحيق وحبوب اللقاح ونقلها إلى الخلية وخزنها في الخلايا المخصصة لذلك. وكذلك جلب الماء اللازم للخلية واليرقات. كما يقوم بعض منها بالحراسة عند مداخل الخلية، فيصد الدبابير والحشرات الأخرى. ويكون هذا العمل بالتناوب. وكلما قويت المطائفة كان عدد حراسها أكثر. وينقسم فريق الحراسة إلى قسمين: فريق خارج الخلية، وفريق آخر داخل الخلية. ومهمته تتلخص في اشتمام النحل المقادم، والتأكد من أن رائحته مطابقة لمواصفات الرائحة الموحدة، والمميزة لهذه الخلية عن غيرها من الخلايا.
وظائف داخلية
تقوم النحلة العاملة بالعديد من المهام داخل الخلية، حيث تختزن حبوب اللقاح كغذاء ليرقات النحل. كما تقوم بإطعام الملكة والذكور واليرقات بمادة تسمى رحيق الملكات Royal Jelly، وهي مادة غذائية غنية بالبروتينات والفيتامينات. وتقوم أيضاً بتدفئة الخلايا التي تحتوي على اليرقات بإهتزاز جسدها لرفع درجة حرارتها. وتقوم بتهوية الخلية بإستخدام أجنحتها لإدخال الهواء النقي وإخراج الهواء المستعمل. وتقوم بتنظيف الخلايا من الشمع والغبار والجثث. وتقوم بإصلاح الشقوق في جدران الخلايا بإستخدام مادة تسمى شمع التدرج Propolis، وهي مادة صمغية تجمعها من راتنجات الأشجار.
بناء الخلايا
بناء الخلايا السداسية
يتم البناء بتعاون العاملات الصغيرات مع الكبيرات، وتشترك في هذا البناء العشرات بل المئات من العاملات. وهو بناء يكون في غاية الدقة من حيث القياسات. أما اختيار الشكل السداسي لهذه الخلايا فهو بلا شك إلهام رباني، فالشكل السداسي كما هو معروف لدى الرياضيين هو الشكل الأقدر على تحمل ضغط العسل، وهو الذي إذا جمعه إلى بعضه لا يؤدي إلى وجود ثغرات بين الخلايا، وإذا حاول أحد ما أن يكسره لا ينفصل جزء عن كل بتلك السهولة التي تحدث عند كسر جزء من كل في جمع المثلث إلى المثلث، أو المربع إلى المربع، أو المخمس إلى المخمس.
بناء خلايا الملكات
أما خلايا الملكات فلا تبنى من الشمع الخالص وإنما تبنى من خليط من الشمع مع حبوب اللقاح. وتكون شبه دائرية، ولعل في خلط الشمع مع حبوب اللقاح حكمة أخرى غير تلك القوة التي تضفيها حبوب اللقاح إلى خلايا الملكات، أو وجود المسامات التي تمكن الهواء من الدخول إلى خلايا الملكات. فتتمكن يرقات الملكات من التنفس.
بناء خلايا طوارئ
وهناك خلايا اخرى تسمى خلايا الطوارئ الملكي الذي يبنى عند فقدان الملكة أو موتها، أو قتلها بحادث عرضي أو غير عرضي. فتدعو الحاجة النحل إلى تربية ملكة في أسرع وقت ممكن لتحل محل الملكة المفقودة. فتختار العاملات يرقة عاملة في خلية سداسية تقع في منتصف الإطار تقريبًا وتقوم ببناءخلية طوارئ الملكي عليه وحوله، شريطة أن يقل عمر هذه اليرقة عن ثلاثة أيام، أو بعبارة أخرى بعمر لم يسمح لها فيه تناول خبز النحل. ظنًا من النحل أن من تأكل خبز النحل لا يحق لها أن تصبح ملكة. تكون خلايا الطوارئ الملكية غير مستديرة تمامًا، كما هو الحال في خلا الملكات العادية. وذلك لأن القاعدة التي بني عليها هذا الخلا سداسية في الأصل . وتقوم العاملات بعد بناء هذه الخلايا بتقوية جدرانها وذلك بخلط حبوب القاح مع شمع، وإغلاق كافة الفجوات التي تحيط بها.
بناء أغطية خلايا
بناء أغطية الخلايا هو عملية تقوم بها النحلة العاملة لحماية وحفظ محتويات الخلايا الشمعية، مثل العسل واليرقات والبيض. تتكون أغطية الخلايا من مواد مختلفة حسب نوع الخلية والغرض منها. فيما يلي بعض المعلومات عن أنواع ووظائف أغطية الخلايا:
- أغطية خلايا العسل: تكون من شمع خالص، وتغلق بشكل كامل، لمنع دخول الهواء أو الميكروبات إلى العسل، والحفاظ على جودته وصلاحيته.
- أغطية خلايا اليرقات: تكون من خليط من شمع وحبوب لقاح، وتكون رقيقة ومسامية، لتسمح بإجراء التنفس لليرقات.
- أغطية خلايا الملكات: تكون من خليط من شمع وحبوب لقاح، وتكون شبه دائرية، وتحتوي على مسامات لتنفس الملكات.
- أغطية خلايا طوارئ: تكون من خليط من شمع وحبوب لقاح، وتكون غير مستديرة تمامًا، وتبنى عند فقدان الملكة أو موتها، لتربية ملكة جديدة.
No Comment! Be the first one.