دورة حياة افراد طائفة النحل

النظام في حياة طائفة النحل

تتميز مملكة النحل بالنظام الدقيق، الذي يسود في هذه المملكة العظيمـة، التي تحكمها ملكة واحدة، يتعاون معها تعاوناً مثمراً كل أفراد الطائفة،من خلال العمل الدؤوب المنتج وإيثـار موصـول وإنكار للذات في سبيل خدمة الجماعة، وتقديم العون لكل صغير وكبير في الطائفة.وهذه الأفعال تتحقق بالغريزة، والفطرة والإلهام الإلهي.فالعاملات في الخلية، يتحملن مسؤولية حضانة الصغار (اليرقات) ويقمن بتغذية هذه البرقات، ويستبسلن للدفاع عن الخلية، بكل قوة وشجاعة وإقدام، حتى تهون النفس مقابل هذا الدفاع. يؤمن النحل بالغريزة أنه لا يستطيع أن يعيش منفرداً،ويسعى النحل وهـو يؤمن بهذا، فهو عيش عيشة تعاونية مثمرة، ويسعى لحشد عشرات الألوف من أفراده، الذين يعتبرهم ركيزة من ركـائز قـوة طائفتـهم ومنعتـها واستمرارها، وبقائها وتكاثرها. أما تنظيم الخلية من الداخل وتقسيم الأعمال والأدوار فهو في غاية الدقة، التي تحيّر العقول، وتأخذ بالألباب، وتثير الدهشة والإعجاب، وكل فرد له عمـل ثابت ومحدد داخل الخلية، كما أن له عملاً ثابتاً ومحدداً خارج الخلية، يقوم به الفرد على أكمل وجه ودون توقف.

أسباب اختلاف أفراد طائفة النحل

برجع اختلاف افراد الطائفة الثلاثة (الملكة- الذكر- الشغالة ) الى ثلاثة اسباب:

1. نوع البيض: تضع الملكة نوعين من البيض بيض مخصب ينتج ملكات وشغالات وبيض غير مخصب ينتج ذكور.
2. نوع الغذاء: اليرقات الناتجة من بيض مخصب إذا تغذت طول عمرها على غذاء ملكى تنتج ملكات، وإذا تغذت ثلاثة أيام على غذاء ملكى ويومين على خبز النحل (عسل+حبوب لقاح) تنتج شغالات، واليرقات الناتجة من بيض غير مخصب وتغذت ثلاثة أيام على غذاء ملكى وثلاثة أيام على خبز النحل تنتج ذكور.
3. نوع العيون السداسية: إذا وضع البيض في عيون سداسية ضيقة 25 عين في البوصة المربعة يعطى شغالات واذا وضع فى عيون سداسية واسعة 16 عين فى البوصة المربعة يعطى ذكور واذا وضع فى مبادئ بيوت ملكية يعطى ملكات.

كيفية تحديد افراد الطائفة

• كلا من الملكات والشغالات إناث تنتج من بيض مخصب،وبسبب هذا فان النحل يكون قادر على تربية عدد كبير من الملكات بنقل يرقات أنثى صغيرة من خلايا الشغالات الى خلايا ملكية،ولهذا يكون واضح أنه لا توجد اختلافات وراثية بين الملكة والشغالة ولكن ترجع الاختلافات الى شئ آخر مثل اختلافات التغذية .
• اليرقات في خلايا ملكية يظهر أنها تتغذى على غذاء ملكى،ولكن تلك اليرقات الموجودة في خلايا الشغالات تظهر فيها عسل مخلوط بحبوب لقاح.
• وبما ان يرقات الملكات تكون محاطة بغذاء وفير،فتستمر فى النمو  بسرعة.بينما الشغالات يبطؤ نموها بسبب قلة تغذيتها.
• يتم التعرف على ذكور النحل بأنهم اكبر النحل في الخلية ،واكثرهم عرضاً حين ان بطونهم قصيرة ذات نهاية عريضة ،وتنتهي بنهاية مدببة ليس بها سن اللسع،كما تغطي اجنحته كل البطن.
• تعد الملكة حشرة مميزة في خلية النحل يمكن تميزها بسهوله ،حيث تعد اكبر من الشغالة واصغر بقليل من الذكر ،لكن تتميز بطونها عن غيرها حيث تظهر بأنها كبيرة مملوءة بالبيض ،ولها نهاية مدببة ولديها سن مستقيم غير ملتوي تستغدمه للسع واللتلقيح،واجنحتها صغيرة بالنسبة لحجمها.

الحضنة في الطائفة

المقصود بها الاطوار غير الكاملة ومنها الحضنه المفتوحة،وتشمل البيض واليرقات،والحضنه المقفلة،وتشمل العذارى.فى المناخ المعتدل يبدأ موسم تربية الحضنه في حدود بسيطة مبكرا في يناير،ويزيد تدريجيا ليصل الى اعلاه فى مايو.عندما تسمح الظروف تستمر التربية بهذا المستوى العالي حتى قرب نهاية يوليو،حتى تبدأ فى الانخفاض تدريجيا في نهاية نوفمبر وتتوقف او تصبح شبه متوقفة في ديسمبر.وتختلف سلالات نحل العسل بشدة في هذا الخصوص.وفي اعلا موسم تربية الحضنه تضع الملكة عدد من البيض يتراوح بين 1500-2000 بيضة فى اليوم وذلك لمدة بسيطة.

البيض

بيضة النحل صغيرة الحجم يصل طولها إلى 2 مم،وهى اسطوانية الشكل مقوسة قليلاً وذات قشرة بيضاء عاجية يصل وزنها إلى 1 ملجم.تلتصق البيضة بقاع العيون السداسية بمادة تفرزها الملكة أثناء وضع البيض.تبلغ فترة حضانة البيض 3 أيام،وفى اليوم الأول يكون وضع البيض عمودياً على قاع العين، ثم يميل فى اليوم الثانى بزاوية45 درجة وتكون موازية العين السدادسيةفي يومها الثالث،ويشاهد حولها في هذا اليوم قطرات صغيرة من الغذاء الملكى استعداد للفقس.يعتقد أن وجود الغذاء الملكى يعمل على ترطيب قشرة البيضة لتسهيل عملية الفقس،بالاضافة إلى أن اليرقة تجد غذائها متوفر عقب فقسها مباشرة .

اليرقات

يفقس البيض إلى يرقات صغيرة هلالية الشكل ذات لون أبيض لامع،وهى من النوع عديم الأرجل.كما أنها ليس لها عيون وقرون الاستشعار،وتشغل اليرقة حيز صغيراً في اليوم الأول،وحوالى ثلث مساحة قاع العين السداسية في اليوم الثانى،وكل مساحة العين السدادسية في اليوم الرابع.ثم تمتد عموديا الى أعلى فى اليوم الخامس بطول العين السداسية لضيق المكان ،وحيث يكون رأسها إلى الخارج ،يطلق على طور اليرقة اسم الطور المتغذى .تستمر فترة التغذية للطور اليرقى خمسة أيام فى كل من الملكة والشغالة،وستة أيام فى حالة الذكر قبل ان يغطيها النحل بالشمع المخلوط بحبوب اللقاح ليسمح بالتهوية .ويطلق على كل من طورى البيضة واليرقة اصطلاح الحضنة المفتوحة.

حياة عذارى النحل

العذراء هي الطور الثالث من أطوار الحضنه في التطور الكامل لنحل العسل .وهى من النوع الحر حيث الأجنحة والأرجل وقرون الاستشعار سائبة،و يكون لون العذراء أبيض في بداية تكونها.ثم يبدأ لون العيون في التحول إلى اللون القرنفلى،ثم البنى فالأسود.وكذلك يتحول اللون الكلى للعذراء الى اللون الرمادى مع تكوين الشعيرات على الجسم،ولا تتحول اليرقة إلى عذراء مباشر ولكنها تمر قبل ذلك بكل من أطوار : عزل الشرنقة، ما قبل العذراء ثم طور التحول الى عذراء .ويستمر طور العذراء 7 أيام فى حالة الملكة، 13 يوما في حالة الشغالات.ويطلق على أطوار العذراء وما قبلها ( أي بعد الطور اليرقى) اصطلاح الحضنة المختومة ( المقفولة).

تخزين طعام طائفة النحل

يخزن النحل الغذاء خلال موسم الفيض ،وغذاء النحل هو العسل وحبوب اللقاح.العسل هو المصدر الكربوهيدراتي لغذاء النحل وحبوب اللقاح هو  المصدر البروتيني لغذائة.يمكنك بسهولة التعرف على العيون التي تحتوي على العسل المخزن الناضج أثناء فحص الطائفة،حيث يكون مختوماً بالكامل من الشمع لحفظه من العوامل الخارجية،يعد غطاء هذا العسل مكون من طبقة شمعية فقط اى غير مخلوطة بحبوب لقاح كما في حالة الحضنة المختومة التي ذكرناها سابقاً،وذلك لان العسل ليس كائن حى ولايحتاج الى التنفس.كما يمكنك التعرف على أماكن تخزين حبوب اللقاح بالنسبة لموقعٍ عش الحضنة والعسل.

يجهز العسل بواسطة الشغالات من الرحيق المجموع من الأزهار. ولتحويل الرحيق الى عسل يشمل تحويل جزئى أو كلى لأى سكروز في الرحيق، الى أجزاء مساوية من السكريات الاحادية الجلوكوز والفركتوز،وتقليل نسبة المحتوى المائي فيها بواسطة النحل الحاضن الذي يعرض قطرات منه لهواء الخلية،عن طريق وقوف الشغالات فوق العيون السداسية والرفرفة باجنحتها .ويتم ايضا تبخير جزء كبير من الماء الموجود في الرحيق عند تسليم النحل السارح للرحيق،وذلك حيث تخرج الشغالة السارحة قطرة من الرحيق خلال خرطومها،ثم تستعيدها مرة ثانية وتكرر هذة العملية عدة مرات قبل تسليم قطرة الرحيق.وهذا يبخر جزء كبير من الماء الموجود في الرحيق.ويخزن العسل فى عيون الذكور والشغالات فى حالة النحل المربى فى الخلايا، ومن ناحية أخرى تخزن حبوب اللقاح دائما فى عيون الشغالات .نفس العيون يمكن ان تستخدم فى أوقات مختلفة لتخزين الغذاء.على كل حال فالعيون التى فى الوسط أو القريبة من قاع القرص تستخدم أساسا لتربية الحضنه خلال موسم النشاط.وتلك الأقراص التى فى كل جانب تكون فيها كمية اقل من الحضنة .ويوجد عادة حزمة من العيون بسعة 1 أو 2 بوصة تحتوى على حبوب لقاح مخزنة فوق وعلى جوانب العيون المحتوية على الحضنه.اقرأ ايضاً: القيمة الغذائية للعسل

دورة حياة أفراد طائفة نحل العسل

اصل دورة حياة افراد الطائفة (الملكة والشغالة والذكر) واحد او متشابه (بيضة- يرقة – عذراء – حشرة كاملة) ولكن كل منها تستغرق اوقات مختلفة ، فدورة حياة الملكة تستغرق 15 يوم والشغالة 21 يوم والذكر 24 يوم .

مدة حياة الحشرة الكاملة

يختلف طول مدة حياة الافراد الثلاثة ، فحياة الملكة تطول لعدة سنوات (من 4-8 سنوات ولكن المتوسط 3 سنوات ) تضع خلالها مليونى بيضة ولكنها تكون اكثر قدرة على وضع البيض فى السنه الاولى والثانية من عمرها.حيث تضع مايقرب من 1500-2000 بيضة يوميا،لذلك يجب على النحال تغيير ملكاته كل سنتين.الذكور تعيش لمدة شهرين او اكثر قليلا وقد تصل الى ستة شهور في بعض الاحيان.بينما حياة الشغالات تكون قصيرة من 4-6 اسابيع في موسم النشاط (الربيع والصيف) واكثر قليلا لعدة شهور فى فترة قلة او عدم النشاط ( فى الشتاء) .

عدد النحل في الطائفة

يعتمد عدد النحل في الطائفة على عوامل كثيرة منـها قـوة الملكـة أو ضعفها في وضع البيض.كلما كانت الملكة نشيطة في ذلك كان عـدد أفـراد الطائفة كبيراً، وقد يبلغ في حده الأعلى مائة ألف نحلة.لكن هذا العـدد يجـبر النحل على التطريد، ما لم يقم المربي بإجراء القسمة، وجعل هذه الطائفة في طائفتين. كما يعتمد عدد النحل في الطائفة على عامل الفصل، حيث يبـدأ عـدد النحل في الطائفة بالتناقص التدريجي في الشتاء، أو في بدايـة الخريـف وذلـك بسبب نقص الغذاء في الحقول، أو بسبب قلة نشاط الملكة في وضع البيض، وهذا العامل هو سبب مباشر في فناء الطائفة شتاءً. لكن الأمر يختلف في الربيع تماماً، فحين يحل الربيـع يـزداد نشـاط العاملات في جلب الرحيق وحبوب اللقاح من الحقول، فتنشط الملكة وتبدأ بوضع البيض بكثافة تتناسب مع عمرها ونشاطها فيزداد عدد النحل تدريجيـاً إلـى أن يصبح بين الخمسين إلى المائة ألف.

بناء عش نحل العسل

عش نحل العسل يتكون من واحد أو أكثر من قرص عمودى،يحتوى على خلايا سداسية تم بنائها من الشمع التي تفرزه شغالات النحل من غدد الشمع الموجودة بها،وهذه الخلايا ذات حجمين مختلفين أو ثلاثة أحجام مختلفة ،حسب نوع النحلة. تربى يرقات الذكور والشغالات فى خلايا القرص وتسمى فى هذه الحالة خلايا الحضنة ويخزن بجوارها حبوب اللقاح والعسل.كما يمكن تخزين العسل في عيون الحضنة بعد اكتمال الحشرة.وتتغير لون هذه العيون بعد فترة الإستخدام الى اللون الغامق بسبب تراكم جلود انسلاخ اليرقات فيها. وبعيداً عن تربية النحل في الخلايا الحديثة ،تبني طوائف النحل اعشاشها بطريقتها الخاصة ،حسب نوع النحل مثل:

عش النحل الصغير والعملاق

يبني النحل العملاق اعشاشه على السطح السفلى لفروع الأشجار الأفقية،وعلى الصخور المعلقة وزنارق المبانى.يمكن ان يصل طول القرص فى هذه الحالة الى 6 أقدام وعرض 3 أقدام . وخلايا الذكور والشغالات ليست متشابهة في الشكل و الحجم.وتتميز الشغالة الكاملة لهذا النوع تقريبا فى حجم الملكة.

عش نحل العسل الصغير يكون صغير لا يزيد عن حجم قبضة اليد . ويتعلق بالسطح السفلى بفروع الأشجار الصغيرة يحتوى القرص على خلايا صغيرة ذات ثلاثه أحجام أصغر الخلايا تلك التي يربى فيها الشغالات يليها في الكبر تلك التى يربي فيها الذكور وأكبرها حجما تلك المجموعة التى فى قمة القرص وتخزن فيها حبوب اللقاح والعسل .

عش نحل العسل الشرقى والغربى

عادة ما يبني عشه فى ظلام تجاويف الأشجار أو فتحات الحوائط أو الانفاق المشابهة.العش يتكون من عدد من الاقراص المتوازية العمودية،وكل قرص فى نحل العسل الغربي ينفصل عن الأخر بمسافة 16/1 بوصة.لكن أقراص نحل العسل الشرقي اكثر تقاربا نوعا ما،وتتشكل الاقراص في محيطها الخارجي،بشكل النفق المبنى فيه العش.أما اذا كان النفق كبير جدا فليس بها حاجة أن تملأه ويكون شكله بيضى تماما ويلتصق عن طريق الحافة العليا بسطح النفق.وبسبب طبيعة النحل الشرقى والغربى فى بناء أقراص عديدة للعش فى الظلام،فهو يمكن أن يبقى في الخلايا الخشبية أو ما شابهها . أما النحل العملاق والنحل الصغير بسبب أنها تبنى قرصها وأعشاشها فى الهواء الطلق فهى لا يمكن ان تعيش بنجاح فى مثل هذه الخلايا الخشبية وبالتالى لا يمكن استغلالها بواسطة الانسان ما عدا سرقة عسلها وشمعها بواسطة النحل الصياد.