النحل هو من أهم الحشرات التي تساهم في تلقيح النباتات وإنتاج العسل والشمع وغيرها من المنتجات الفريدة. لكن النحل يواجه العديد من التحديات والأمراض التي تهدد صحته وبقائه. أحد هذه الأمراض هو مرض النوزيما، وهو مرض فطري يصيب الأمعاء الدقيقة والوسطى للنحل البالغ، ويسبب له إسهال وضعف وانخفاض في إنتاجية المستعمرة.
ما هي النوزيما؟
النوزيما (Nosema apis) هي عبارة عن داء يصيب نحل العسل، وتُعرف أيضًا بالتسمم النوزيمي.وهو ناتج عن ميكروبوريديا ، وهي فطر طفيلي من جنس “نوزيما” ينتشر في خلايا جدار الأمعاء،مما يسبب له إسهال حاد يؤدي إلى موت النحلة.تم اكتشاف هذا المرض لاول مرة في عام 1907 من قبل عالم الأحياء الألماني إينوك زاندر.حيث تم ملاحظة اصابة العديد من خلايا النحل في فصل الربيع ،يليها في فصل الخريف بشكل اقل بهذا المرض القاتل للنحل.
تصيب النوزيما أجهزة نحل العسل الهضمية وتؤدي إلى تدهور صحتهم، مما يؤثر على أدائهم في جمع الرحيق والإنتاج ورعاية الملكة والعمل داخل المستعمرة. تكون الأعراض غير محددة بشكل واضح ويُصعب التمييز بينها وبين أمراض أخرى تصيب النحل، مما يجعلها تُعتبر تحديًا للنحالين في تشخيصها وعلاجها. من المهم على النحالين اتباع إجراءات الوقاية والمراقبة الدورية للاطمئنان على صحة المستعمرات والتصدي للأمراض المحتملة في وقت مبكر للحفاظ على صحة النحل واستدامة النحلية.وتنقسم النوزيما إلى نوعين رئيسيين هما:
- Nosema apis: يُسببه طفيلي Nosema apis ويعتبر نوعًا شائعًا ومنتشرًا بين مستعمرات النحل حول العالم،بالاخص في المناطق ذات الشتاء البارد.
- Nosema ceranae: يُسببه طفيلي Nosema ceranae تم اكتشافه من قبل الباحث السويدي Ingemar Fries.وكان في الأصل يصيب نحل العسل نوع Apis ceranae في مناطق شرق آسيا، ولكنه انتشر بسرعة وأصبح يصيب نحل العسل نوع Apis mellifera في جميع أنحاء العالم.وتتطور نوزيما من نوع ceranae بسهولة في المناطق التي يكون فيها الصيف شديد الحرارة
النوعان قريبان جدًا من وجهة نظر مورفولوجية وتأثيرهما على النحل. لكن يختلف حجم الجراثيم قليلاً فقط تحت المجهر التقليدي.
اعراضه
أعراض المرض تظهر بعد فترة قد تصل إلى شهر من دخول الجراثيم إلى معدة النحل. من أبرز هذه الأعراض:
- انتفاخ بطن النحلة وتغير لونه إلى رمادي أو أبيض.
- خروج براز سائل باللون البني من المستقيم، وتلوث الأقراص والخلايا به.
- ظهور الزحار الذي يظهر كخطوط صفراء على السطح الخارجي للخلية وأحيانًا داخل الخلية في الحالات الشديدة.
- ضعف النحلة وترهل جسمها وفقدان شعرها، وتكون مظهرها دهنيا لامعا.
- عدم تشابك الأجنحة بشكل طبيعي، وتقل مقدرتها على الطيران واللدغ.
- انخفاض قدرة الملكة على إنتاج ووضع البيض، وقد تموت خلال أسابيع قليلة من إصابتها.
- تقليل كمية الغذاء المقدمة لليرقات، وزيادة نسبة اليرقات التي تفشل في التحول إلى نحل بالغ.
- موت أعداد كبيرة من النحل داخل الخلية او خارجها، مما يؤدي إلى انخفاض في الطعام الذي يتم جمعه وقد يؤدي في النهاية إلى انهيار المستعمرة.
اسباب الإصابة
مسبب مرض النوزيما هو كائن حي طفيلي وحيد الخلية يسمى نوزيما أبيس (Nosema apis)، وهو من فصيلة المتصورات (Microsporidia)، وهي فصيلة من الفطور تتكاثر داخل خلايا حيوانات أخرى.وهي جرثومة بيضية الشكل ولؤلؤية اللون وعاكسة للضوء. تبلغ أبعاد الجرثومة حوالي 4-6 ميكرومتر في الطول و2-4 ميكرومتر في العرض.هذه الجراثيم هي الوسيلة التي ينتشر بها المرض من نحلة لأخرى، حيث تدخل إلى معدة النحلة مع الغذاء الملوث أو الماء الملوث بالجراثيم. كما يمكن أن تنتقل الجراثيم عن طريق إدخال ملكات مصابة بالمرض أو معها نحل مريض، أو عن طريق البراز المخرج من المستعمرات المصابة، أو عن طريق الرياح التي تحمل الجراثيم إلى مستعمرات أخرى. يسهل انتشار المرض في ظروف التبريد والامتلاء والانزلاق، حيث يظل النحل داخل خلاياه طوال فترة الشتاء، ويرافق ذلك ازدياد في نشاط المستعمرة وزيادة في استهلاك الماء.وهناك اسباب اخرى قد تسبب في اصابة النحل بمرض النوزيما مثل:
- الظروف المناخية السيئة،مثل الشتاء الطويل، أو نوبات لا نهاية لها من الثلوج أو المطر يطيل حبس النحل ويمنعه من القيام برحلات نظافته.
- ضعف بعض سلالات النحل في التصدي لهذه الامراض.
- تلوث الموارد الغذائية ببعض المبيدات الفطرية أو الحشرية مما يضعف المستعمرة ويزيد من نفوقها.
- وضع سكريات او حبوب لقاح ذات نوعية رديئة او تالفة لخلايا النحل كنوع من التغذية،مما قد يصعب هضمها ويؤدي إلى تهيج الغشاء المخاطي في الأمعاء وتسبب الاصابة.
- التلوث من معدات تربية النحل المتسخة ببراز النحل.
طريقة اكتشاف وتشخيص النوزيما عند النحل
أعراض نوزيما غير محددة نسبيًا، مما يجعل من الصعب التمييز بينها وبين الأمراض الأخرى التي تصيب نحل العسل.هذه الاصابة تظهر غالبًا في الربيع بعد فترات من الطقس السيئ، وقد يكون أيضًا مرضًا شتويًا يُلاحظ فقط في الربيع عندما يفحص النحالون خلاياهم لأول مرة.مرض النوزيما يسبب انتفاخ في بطن النحل و هذا يكون سببا في عدم طيران النحل و يمكن للنحال معرفة ان النحل مصاب بهذا المرض من خلال العلامات الصفراء الموجودة في جدران باب الخلية و كذلك الاسهال الذي يتركه النحل فوق الاطارات او الاقراص و كذلك يمكن للنحال مشاهدة تناقص في عدد النحل بسب مرض النوزيما.لكن بالرغم من ذلك قد تصاب بعض من النحل في الخلية دون ان معرفة الاعراض إلا بعد فوات الاوان عند اصابة الخلية باكملها ،وقد يصيب معها باقي الخلايا المجاورة في المنحل .لذا عند الشك في وجود نحلة مصابة بمرض النوزيما ،فان الطريقة الفعالة الوحيدة لتشخيص المرض هي فحص الجهاز الهضمي للنحل المصاب. يسحب المستقيم والمعدة الوسطى من مؤخرة البطن بواسطة ملقط. فاعدة ما تكون معدة النحل السليم لونها بني مصفر وتحتوي على تحززات دائرية واضحة. أما في حالة الإصابة بالمرض، فتكون المعدة منتفخة ولونها أبيض رمادي. توضع المعدة على شريحة زجاجية مع قطرات من الماء وتهرس. تفحص الشريحة تحت المجهر مع إضافة نقطتين من صبغة النجروسين. يتلون الوسط باللون الأزرق، وتظهر جراثيم النوزيما باللون الأبيض.
خطورته
مرض النوزيما هو مرض خطير على النحل وعلى المنحل بأكمله، لأنه يسبب تقليل قدرة الملكة على إنتاج ووضع البيض، وقد تموت خلال أسابيع قليلة من إصابتها،كما يسبب ضعف الشغالات وانخفاض قدرتها على الطيران والتلقيح وجمع العسل والحبوب،ويؤدي الى انهيار المستعمرة وموت أعداد كبيرة من النحل، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للمنحل.لذلك، يجب على النحال مراقبة خلاياه بانتظام وفحص النحل المصاب واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة لمكافحة هذا المرض.
تصاب نسبة أكبر من النحل العامل بالعدوى من الذكور أو الملكات ، ربما بسبب أنشطة تنظيف الأمشاط التي يقوم بها النحل الصغير التي لا تشارك فيها ذكور وملكات.وبما ان النحل العامل (الشغالات) اكثر نشاطاً خارج الخلية فانه ينقل العدوى الى خلايا مجاورة من خلال البراز التي تتركه في الخارج.
طريقة علاج النحل من النوزيما
لا يوجد علاج نهائي مؤكد لمرض النوزيما، لكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للوقاية منه أو التخفيف من شدته او علاجه في بعض الحالات. هذه بعضاً من طرق العلاج:
- تجديد المستعمرات بإدخال ملكات جديدة سليمة كل سنتين أو ثلاث سنوات.
- تجنب التغذية على عسل أو حبوب لقاح مصابة بالجراثيم، واستخدام مصادر غذائية نظيفة وآمنة.
- تأمين ماء نظيف للشرب، وتجنب استخدام ماء آسن أو مستنقعات.
- تطهير خلايا الشغالات والأقراص بالغليان أو التعقيم بالبخار أو التسخين في فرن حار.
- تجفيف خلايا المستعمرات جيدا قبل استخدامها، وإزالة أية رطوبة داخلية.
- تأمين تهوية جيدة للخلايا، وتجنب ازدياد كثافة الشغالات داخل المستعمرات.
- استخدام بعض المضادات الحيوية كالفوماجيلين (Fumagillin).
- يمكن استخدام المعالجة الحرارية في 49 درجة مئوية (120 درجة فهرنهايت) لمدة 24 ساعة لقتل الجراثيم الموجودة على المعدات الملوثة.
- التخلص من النحل المصاب عند اكتشافه لمنع انتشار العدوى لباقي افراد طائفة النحل في الخلية.
- العلاج بالمضاد الحيوي Fumidil B ،مع العلم انه يمنع تكاثر الجراثيم في البطين ، لكنه لا يقتل الجراثيم.و ذلك باذابة 0.25 ملغ من الدواء في 25 لتر من المحلول السكري و يقدم هذا المحلول مرة كل اسبوعين للنحل اي تكون مدة العلاج شهرين متتاليين
- أو يقوم النحال بتحضير منقوع الشيح مع السكر و يغذى النحل مرة كل اسبوع مدة شهر.
No Comment! Be the first one.