من هو النحال؟مهمته

يعتبر النحالون دورهم مهمًا في الحفاظ على نحل العسل والعمل على الحفاظ عليه كملقحات حيوية للعديد من المحاصيل والنباتات. من خلال رعاية مستعمرات النحل، يساهم مربي النحل في ضمان صحة ورفاهية النحل، مما يمكّنهم من تقديم خدمات التلقيح الأساسية التي يقومون بها. وهذا بدوره يساهم في دعم الإنتاجية الزراعية وزيادة حصاد المحاصيل وتعزيز التنوع البيولوجي للنظم البيئية.فيما يلي بعض الواجبات والمسؤوليات المرتبطة بدور مربي النحل:

• إدارة خلايا النحل: مربي النحل مسؤول عن توفير بنية ومعدات مناسبة لخلايا النحل، وضمان أن تكون في أماكن آمنة وملائمة للنحل. كما يقوم بتجهيز الخلايا بالشمع والعسل والغذاء، وتنظيفها وصيانتها بشكل دوري.
• مراقبة صحة النحل: يقوم النحالون بفحص خلاياهم بانتظام لتقييم صحة وحالة النحل. يبحثون عن علامات المرض أو الآفات أو أي قضايا أخرى قد تؤثر على رفاهية المستعمرة. ويمكن للكشف المبكر واتخاذ التدابير المناسبة منع انتشار الأمراض والحفاظ على مستعمرات نحل قوية ومنتجة.
• إدارة التطريد: يتكاثر النحل طبيعياً عن طريق السرب، حيث يغادر جزء من النحل وملكة جديدة الخلية الحالية لتأسيس مستعمرة جديدة. لذا، يحتاج النحالون إلى إدارة عمليات التطريد لمنع فقدان النحل والحفاظ على تجمعات خلايا النحل. يمكن أن تشمل التقنيات الاستخدامية لمساحة إضافية في الخلية أو تقسيم المستعمرات أو أسر الأسراب ونقلها.
• حصاد العسل: يقوم النحالون عادةً بجمع العسل من خلاياهم، ويشمل ذلك إزالة أقراص العسل بعناية من الخلية عند التوقيت المناسب ،وفرزه بطرق صحية للحفاظ على جودة وسلامة العسل المستخرج ،ويكون ذلك باستخدام فراز العسل.
• إدارة الآفات والأمراض: مربي النحل يقوم باتخاذ التدابير اللازمة لحماية خلايا النحل من هجوم أو انتشار أي آفات أو أمراض قد تضر بها. من أشهر هذه الآفات والأمراض هي: دودة شمعية، وهي حشرة تتغذى على شمع خلايا النحل؛ دودة فروية، وهي حشرة تتغذى على العسل والشمع واليرقات؛ الدبور الآسيوي، وهو حشرة تهاجم خلايا النحل وتقتل النحل وتسرق العسل؛ داء أمريكي، وهو مرض بكتيري يصيب اليرقات ويقتلها؛ داء أوروبي، وهو مرض بكتيري يصيب اليرقات ويضعفها؛ داء فاروا، وهو مرض ناتج عن طفيلي يسمى فاروا، وهو عبارة عن حلمة تتغذى على دم النحل وتنقل له أمراضًا أخرى.
• الإشراف البيئي:مربي النحل يقوم بالمساهمة في المحافظة على التوازن البيئي والتنوع الحيوي من خلال دعم خدمات التلقيح التي يقدمها النحل. يقوم مربي النحل بزراعة أو اختيار أزهار مناسبة للنحل، والتعاون مع المزارعين أو المؤسسات الزراعية لتوفير خدمات التلقيح للمحاصيل، والتوعية بأهمية النحل ودوره في البيئة.يمكن أن يتضمن ذلك التشجيع على الحد من استخدام المبيدات الكيميائية، وزراعة النباتات الصديقة للنحل، وإنشاء موائل تدعم التلقيح.

التاريخ

تعود أصول تربية النحل إلى آلاف السنين، حيث اكتشف الإنسان فوائد العسل والشمع منذ العصور القديمة. في مصر القديمة كانت تربية النحل من أهم الأنشطة الزراعية، وكان يستخدم العسل في التغذية والطب والتجميل والدين. كما كان يستخدم الشمع في صناعة المومياءات والشموع وغيرها. في بابل كان للنحال قانون خاص يحدد حقوقه وواجباته، وكان يُغرَّم من يسرق نحل غيره أو يؤذيه. في اليونان كان للنحل مكانة مرموقة، حيث اعتبروه رمزًا للحكمة والفضيلة، وأطلقوا على بعض المفكرين لقب “النحال” لإشادتهم بأعمالهم. في روما كان للنحل شأن عظيم، حيث اهتم به المزارعون والشعراء والفلاسفة، وكان يُستخدَم في صناعة المشروبات الروحية.

انواع النحالين

يوجد عدة أنواع من مربي النحل،لكل منهم نهج وأهداف مختلفة.منهم:

1. مربي النحل الهواة: يحتفظ هؤلاء النحالون بعدد صغير من خلايا النحل عادةً لأغراض شخصية أو هواية. يستمتعون بتربية النحل والتعرف على النحل ويقومون بحصاد العسل للاستخدام الشخصي. عادةً ما يملكون عدداً قليلاً من خلايا النحل في فنائهم الخلفي أو على قطعة صغيرة من الأرض.
2. مربي النحل كمشروع جانبي:هذا النوع عادةً ما يديرون مزيداً من خلايا النحل.يعد هذا العمل لديهم جزءًا من دخلهم بجانب وظيفة اخرى ،وقد يبيعون العسل والمنتجات الأخرى المتعلقة بالنحل ليكون لديهم مصدر إضافي للدخل.
3. النحالون التجاريون: يديرون النحالون التجاريون عمليات تربية النحل على نطاق واسع، وغالبًا ما يملكون مئات أو حتى آلاف من خلايا النحل. يركزون بشكل أساسي على إنتاج العسل وقد يقدمون أيضًا خدمات التلقيح للمزارعين لتلقيح المحاصيل. عادةً ما يبيعون العسل والمنتجات الأخرى من خلايا النحل بكميات كبيرة للجملة أو التجزئة أو حتى للشركات.
4. النحالون المستدامون: هم الذين يعطون الأولوية لصحة ورفاهية النحل والبيئة.هم الذين يمارسون تربية النحل بطرق تحافظ على التوازن البيئي والتنوع الحيوي، ولا تضر بالطبيعة أو بالكائنات الأخرى. يتبنون ممارسات تربية النحل التي تقلل من استخدام المواد الكيميائية، ويهتمون بطرق تربية النحل الطبيعية، ويسعون لتحقيق توازن مستدام بين احتياجات النحل واحتياجات إنتاج العسل. عادةً ما يركزون على الأساليب العضوية أو الخالية من العلاج ويسعون للحفاظ على مجموعات النحل الأصلية.
5. النحالون المحترفون: يتمتعون بخبرة عالية وغالبًا ما يكرسون أنفسهم لتربية النحل باعتبارها مهنتهم الأساسية،وقد تكون هذه الخبرة ناتجة من دراسات وابحاث جامعية. يمكن أن يختصوا في مجالات محددة مثل تربية ملكات النحل أو علم وراثة النحل أو إنتاج العسل. قد يملكون عمليات واسعة النطاق مع العديد من خلايا النحل ومعدات تربية النحل الشاملة، ويهتمون بزيادة إنتاجية العسل وتحسين صحة الخلية.

اين يعمل النحال؟ وما الزي الرسمي له

مكان عمل النحال دائماً ما يتركز بشكل أساسي حول خلايا النحل والبيئة المحيطة بها.هذا المكان المخصص لتربية النحل يسمى المنحل،وغالباً ما يكون في المناطق القريبة من المزارع في الهواء الطلق.حيث يتعاملون مع ظروف جوية متنوعة، من الصيف الحار إلى الشتاء البارد،لذلك تتطلب مهام تربية النحل الاهتمام على مدار العام.يجب أن توفر هذه المنطقة بيئة مناسبة للنحل، بما في ذلك الوصول إلى العلف والمأوى من الطقس القاسي والحماية من التهديدات المحتملة. عادةً ما يحتوي المنحل على خلايا النحل وتكون عبارة عن صناديق خشبية مكدسة في طبقات.

وأثناء التعامل مع النحل، يرتدي مربي النحل الزي الرسمي للنحالة وهي ملابس واقية، مثل بدلة تربية النحل والقفازات والقناع الشبكي، لحماية أنفسهم من لسعات النحل.كما يستخدم النحال أدوات ومعدات متخصصة مثل المدخنه وأدوات الخلية وفرش النحل ومغذيات النحل لإدارة المستعمرات وأداء المهام المختلفة.قد يتضمن ذلك إدارة الطلبات وتعبئة العسل وتسويق المنتجات والاحتفاظ بالسجلات المالية.

أنواع النحل وطرق التربية

توجد أكثر من 20 ألف نوع من النحل في العالم، لكن أشهرها هو نحل العسل (Apis mellifera)، وهو نوع اجتماعي يعيش في مجتمعات متكاملة تضم ثلاث فئات: الملكة، وهي أنثى خصبة تضع بيضًا؛ والذكور، وهي ذكور غير خصبة تساعد في التزاوج مع الملكات؛ والعاملات، وهي إناث غير خصبة تقوم بجميع الأعمال الأخرى مثل جمع الرحيق والحبوب والماء والراتنج وبناء الخلايا وتغذية اليرقات وحماية الخلية. كل خلية تحتوي على ملكة واحدة وآلاف الذكور وعشرات آلاف العاملات.النحال يقوم بتربية النحل بطرق مختلفة حسب المنطقة والموسم والهدف. من أشهر طرق التربية هي:

• التربية الثابتة: وهي التي يثبت فيها النحال خلاياه في مكان واحد طوال العام، ويختار له موقعًا مناسبًا يتوفر فيه الماء والغذاء والظل والهواء. هذه الطريقة تستخدم في المناطق التي تتميز بتنوع النباتات وطول فترة الإزهار.
• التربية المتنقلة: وهي التي ينقل فيها النحال خلاياه من مكان إلى آخر حسب تغير المواسم والأزهار، بهدف زيادة إنتاجية العسل وتجنب نقص الغذاء. هذه الطريقة تستخدم في المناطق التي تتميز بجفاف أو قلة النباتات أو قصر فترة الإزهار.
• التربية المكثفة: وهي التي يزيد فيها النحال عدد خلاياه في مساحة صغيرة، بهدف تحقيق أكبر ربح ممكن. هذه الطريقة تستخدم في المناطق التي تتوفر فيها خدمات زراعية أو صناعية تستفيد من خدمات التلقيح التي يقدمها النحل.

المنتجات والفوائد

النحال يستفيد من عدة منتجات ينتجها النحل أو يستخرجها من خلاياه، من أشهر هذه المنتجات:

• العسل: وهو سائل حلو المذاق يصنعه النحل من رحيق الأزهار أو عصارة بعض الأشجار، ويخزنه في خلايا شمعية مغلقة. يستخدم العسل في التغذية والطب والصناعة، كما يحتوي على عناصر غذائية مفيدة للصحة مثل السكريات والبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية.
• الشمع: وهو مادة صلبة صفراء تصنعها غدد شمعية في بطون العاملات، وتستخدمه لبناء خلايا سداسية لحفظ بيض الملكة أو عسلها. يستخدم الشمع في صناعة الشموع والصابون والدهانات وغيرها.
• حبوب لقاح: وهي حبوب صغيرة تحمل حبوب غبار الزهور التي تنقلها النحل من زهرة إلى أخرى، وتخزنها في خلايا خاصة في الخلية. تستخدم حبوب اللقاح في التغذية والطب، كما تحتوي على عناصر غذائية مفيدة مثل البروتينات والأحماض الأمينية والفيتامينات والأملاح المعدنية.
• البروبوليس: وهو مادة صمغية تجمعها النحل من راتنجات بعض الأشجار، وتستخدمه لتغطية الفتحات والشقوق في الخلية وتعقيمها. يستخدم البروبوليس في الطب والصناعة، كما يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات.
• سم النحل: وهو سائل شديد السمية يفرزه غدد سامة في ذيل بعض أنواع النحل، وتستخدمه للدفاع عن نفسها أو عن خليتها. يستخدم سم النحل في الطب، كما يحتوي على مواد مفيدة للجسم مثل الإنزيمات والهرمونات والأحماض الدهنية.

النحال لا يستفيد فقط من المنتجات التي يحصل عليها من النحل، بل يقدم أيضًا خدمة هامة للمجتمع والبيئة، وهي خدمة التلقيح. التلقيح هو عملية نقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى من نفس النوع، بهدف إتمام عملية التكاثر في النباتات. النحل يؤدي دورًا رئيسيًا في التلقيح، حيث يزور مئات الزهور في كل رحلة، ويرتطم بالأعضاء التناسلية للزهور، ويرش حبوب اللقاح على سطحه. هذا يساعد على زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية وتنوع الأزهار والثمار. كما يساهم في المحافظة على التوازن البيئي والتنوع الحيوي.