انشاء المناحل
إنشاء المناحل هو مشروع يهدف إلى تربية النحل والحصول على منتجاته المفيدة مثل العسل والشمع والغذاء الملكي وغيرها. إنشاء المناحل يحتاج إلى معرفة وخبرة بسلوكيات النحل وطرق التعامل معه، وكذلك اختيار موقع مناسب لإقامة الخلايا وتجهيزها بالمستلزمات اللازمة. إنشاء المناحل له أهمية كبيرة للمربي نفسه وللمجتمع والبيئة، فهو يوفر مصدر دخل مربح ومستدام، ويساهم في تلقيح النباتات وزيادة إنتاجها، وينتج عسلاً طبيعياً ذا قيمة غذائية وشفائية عالية.في هذا المقال، سنبحث في بعض الشروط التي يجب مراعاتها عند اختيار موقع للمنحل، وكذلك بعض التأثيرات السلبية التي قد تحدث إذا لم يتم اتباع هذه الشروط.
شروط انشاء المناحل
1- قرب مصادر الرحيق وحبوب اللقاح
من الأهمية بمكان أن يكون المنحل قريبًا من مصادر الرحيق وحبوب اللقاح، فكلما اقترب المنحل من مصادر الرحيق ازداد عطاء المنحل، وقلّ الجهد المبذول في الطيران، وقلّ زمن الرحلة بين المصدر والخلية. وقد حددت مصادر الرحيق التي يصل إليها النحل بمنطقة قطرها لا يزيد عن خمسة عشر كيلومترًا. ويفضل أن تدخل ضمن هذه الدائرة أكبر قدر ممكن من الأشجار المثمرة وخاصة الحمضيات واللوزيات، فإن لم تتوفر وجب البحث عن حقول البرسيم أو القطن، لأنها تعتبر من مصادر الفيض الرئيسية.
2- توفير مصادر المياه العذبة والنظيفة
كأي كائن حي فالنحل يحتاج إلى مصدر مائي خاصة في فصل الصيف ليشرب ثم ليسقي حضنته ويرقاته. وكلما قرّب مصدر المياه كان ذلك أجدى وأنفع، وقلّ من جهد النحل في البحث عن هذه المادة الضرورية لحياته، وهي الماء. شرط أن يكون هذا الماء صالحًا للشرب، وغير ملوث، وإلا فإن النحل سيصاب بأمراض الإسهال التي قد تودي بحياته.
3- اختيار موقع غير مأهول سابقًا بمنحل
إذا وضعت الخلايا في مكان منحل قديم قد يتسبب ذلك في نتائج سلبية، فقد يكون النحل السابق قد استهلك ما في الأشجار من رحيق وحبوب لقاح من جهة، وقد يكون المكان موبوءًا بالعديد من الأمراض والأوبئة التي جعلت صاحب المنحل يغير موقعه من جهة ثانية، وقد تكون مظاهر الوباء ما زالت في الموقع. لذا يُنصَحُ النَّحَّالُوْنَ والمُرَبُّوْنَ بعدم إقامة أو إنشاء المناحل في المواقع السابقة لمنحل آخر، إذ من الممكن أن تكون مخلفات المنحل السابق الضارة مبعثرة هنا وهناك في نفس الموقع، مما يؤدي إلى العدوى وانتشار الوباء.
4- الابتعاد عن خطوط سكك الحديد والمعسكرات
نعني بالمعسكرات هنا معسكرات تدريب الجيش، والمنع يكون بسبب الآليات الثقيلة التي قد تكثر حركتها في فترات تدريب الجيش مما يسبب إزعاجًا للنحل واهتزازًا للإطارات الشمعية داخل الخلية فيضطرب النحل ويقل إنتاجه وقد يفكر بالرحيل عن الخلية. فيميل إلى التطريد القسري، الذي قد يكون بسبب الإزعاج من قبل الآليات أو القطارات على السكك الحديدية.
5- الابتعاد عن طرق المواصلات الكثيفة
لما تسببه هذه الطرق من إزعاجات للنحل بسبب كثافة المرور عليها، واستعمال بعض الشاحنات والمركبات الصغيرة لأبواق الهواء أو الزوامير المزعجة للنحل. كما أن هذه المواصلات الكثيفة تضطر النحل إلى الطيران بشكل مرتفع كي لا يصطدم بهذه المركبات فيُقْتَلُ، كما تضطره للميل إلى التطريد.
6- الحماية من التيارات الهوائية والرياح العاتية
تؤثر الرياح كثيرًا على حركة النحل في غدوه ورواحه إلى الخلية أثناء رحلاته إلى الحقل لجمع الرحيق وحبوب اللقاح. كما تشكل الرياح خطرًا كبيرًا على الخلايا نفسها، فتزحزحها عن قواعدها أو عن المنصات التي توضع تحتها، وقد تقلبها مما يسبب موت المئات من نحلها. وقد يؤدي قلب الخلية إلى موت الملكة، وتكسر الإطارات الشمعية. لذا يجب الابتعاد عن المواقع التي تكون عرضة لمثل هذه الرياح. المعروف أن بلاد شرق المتوسط ومنها الدول العربية المحاذية للبحر المتوسط تهب عليها رياح قريبة نشطة، لذا يجب اختيار الموقع الذي لا يكون مواجهًا تمامًا لهذه الرياح. وهذا يجعل من وضع الخلايا في السفوح الشرقية من الجبال عملاً جيدًا.
7- اختيار موقع مرتفع عن مستوى سطح الأرض
إذا وضعت الخلايا في الأودية أو الأراضي المنخفضة قد يعرضها ذلك للسيول الجارفة، التي تتكون نتيجة للأمطار الغزيرة. لذا يُنصَحُ النَّحَّالُوْنَ أو المُرَبُّوْنَ باختيار الموقع المناسب الذي يضمن للنحلة السلامة.
8- اختيار موقع بعيد عن خطر الحرائق
خلايا النحل سريعة الاشتعال بحكم صنعها من الخشب، والإطارات الشمعية أيضًا سريعة الاشتعال نظرًا لكونها من خشب وشمع. لذا يجب توخي الحذر عند اختيار موقع المنحل، بحيث تجنب وضعه في أمكان مهيأة للاشتعال، كمناطق الأعشاب الجافة أو بقايا الغابات الجافة، التي قد تشتعل بسهولة في فصل الصيف. وقد تكون سبب الاشتعال عرضيًا أو متعمدًا، أو حتى نتيجة لانعكاس أشعة الشمس على قعر زجاجة مكسورة أو غير مكسورة.
9- اختيار موقع بعيد عن مسارات الحيوانات
إذا وضعت الخلايا في المسارات التي تسلكها الحيوانات قد يعرضها ذلك لخطر الانقلاب أو العبث من قبل هذه الحيوانات، التي قد تميل إلى حك أنفها أو جسدها بالخلايا. وقد يؤدي ذلك إلى تبعثر أجزاء الخلايا وموت المئات من نحلها.
10- البعد عن المصادر الملوثة للماء
النحل يحتاج إلى الماء لشربه وسقي حضنته ويرقاته. وقد يتجه النحل إلى المياه الملوثة إن لم يجد الماء النظيف للشرب. وتكمن الخطورة ليس من شربه للماء الملوث فحسب بل بما يقوم به من نقل الملوثات وأمراض الأوبئة إلى الخلايا. وهذا يتطلب من المربي أن يزود منحله بمصدر مائي نظيف خاصة في فصلي الخريف والصيف، وذلك بتوزيع بعض المشارب في أماكن متعددة من المنحل.
11- الإبتعاد عن المناطق المأهولة بالسكان
النحل لا يعبث بالناس، ولا يسيء لأحد من الأطفال أثناء سروحه إلى الحقل، أو قيامه بجمع الرحيق، خاصة إذا كان من النوع الهادئ. لكن إحداث الأطفال للأصوات المزعجة والزعيق أو الصراخ قد يهيج النحل، خاصة إذا كان هذا الصراخ في مكان قريب من الخلايا. مما يجعل النحل يهاجم أقرب الأشخاص إلى خلاياه. وحتى لا يحدث هذا فعلى المربي أن يسعى بكل إمكانياته لإبعاد الخلايا عن المناطق المأهولة بالسكان، فيضمن بذلك عدم اعتداء الأطفال على الخلايا، أو عبثهم بها.
No Comment! Be the first one.