كيفية اختيار مكان المنحل

المنحل هو المكان الذي توضع فيه الخلايا، وهي الصناديق الخشبية التي تحتوي على طوائف النحل. يجب اختيار هذا المكان بعناية، بحيث تتوفر فيه الشروط اللازمة لتحقيق السلامة والأمن للنحل، والعطار الوافر، الذي يحقق غزارة الإنتاج والربح للمربي.

أهداف تربية النحل

يمكن أن يربى النحل لأهداف مختلفة، منها:

• إشباع الهواية: في هذه الحالة، يكتفي المربي بامتلاك خلية أو اثنتين على أكثر تقدير، ويعتني بها في حديقة منزله، أو يضعها على سطح بيته، أو في مزرعة قريبة لأحد معارفه أو أصدقائه.
• إجراء الدراسات: في هذه الحالة، يمكن للمربي أن يصنع خلية من الزجاج الشفاف، ويضعها في الجانب الشرقي من النوافذ الشرقية أو الجنوبية في بيته، ويجعل مدخلها من خارج البيت. يجب أن يثبت الخلية على قواعد حديدية قوية، تمنع سقوطها أو اهتزازها. كما يجب أن يكون الوجه الزجاجي للخلية في مستوى الجدار، ولا يسمح للنحل بالدخول إلى البيت.
• التجارة بمنتجات النحل: في هذه الحالة، يسعى المربي إلى استغلال مختلف منتجات النحل، مثل العسل والشمع وغذاء الملكات وحبوب اللقاح وسم النحل. يمكن للمربي إنشاء منحل ثابت أو متنقل، حسب المواسم والظروف.
• تكثير الطوائف والاتجار بالخلايا: في هذه الحالة، يهتم المربي بزيادة عدد طوائفه وإنتاج خلايا جديدة لغرض التسويق.

خطوات انشاء المنحل

انشاء المناحل يتطلب اتباع بعض الخطوات الأساسية، منها:

• الحصول على المعرفة والمهارة في تربية النحل، سواء بالدراسة أو بالتدريب أو بالاستعانة بأصحاب الخبرة.
• عمل دراسة جدوى للمشروع، تحدد فيها حجم الإنتاج المتوقع والتكاليف المطلوبة والأسواق المستهدفة والأرباح المحتملة.
• اختيار موقع لإقامة المنحل، يكون في منطقة زراعية غنية بالنباتات المختلفة، وبعيداً عن مصادر الإزعاج والتلوث، وقريباً من مصدر ماء نظيف، ومحمياً من التيارات الهوائية والحرائق.
• تجهيز الموقع بتنظيفه وتسويره وزراعته بالنباتات الزهرية، وعمل مصدات لصد الرياح، وإعداد أحواض ماء للنحل، وترك مسافات كافية بين الخلايا لسهولة التهوية والمرور.
• شراء خلايا النحل الأولية أو ما يسمى بالطرود، تكون من سلالة قياسية وديعة وغير ميلة للسع، وذات قدرة على جمع الرحيق وإنتاج العسل.
• بناء غرفة نظيفة في المنحل لتخزين الأدوات وفرز العسل، وتجهيزها بالشبك أو السلك لمنع دخول الحشرات أو الطيور.

شروط اختيار مكان المنحل

إذا كان المربي يرغب في إنشاء منحل تجاري متنقل، فإنه يشترط في المكان الذي يختاره أن يكون:

• غنيًا بمصادر الرحيق: فالرحيق هو المادة التي تستخرجها نحلة من رؤس الأزهار، والتي تستخدم في صناع العسل. يجب أن تكون مصادر الرحيق متنوعة ومتوفرة طوال فترات الإنتاج.
• غنيًا بمصادر المياه العذبة: فالمياه العذبة ضرورية للنحل، لأنها تستخدم في تبريد الخلية وتخفيف العسل وإطعام اليرقات. يجب أن تكون مصادر المياه قريبة من المنحل، ولا تحتوي على مواد سامة أو ملوثة.
• غير مأهول قبلاً بمنحل: فالمنحل الجديد يجب أن يكون بعيدًا عن أي منحل آخر، لتجنب حدوث التدافع والتنافس بين الطوائف المختلفة، ولمنع انتشار الأمراض والآفات.
• بعيدًا عن خطوط سكك الحديد والمعسكرات: فهذه الأماكن تشكل خطرًا على النحل، لأنها تصدر ضوضاء واهتزازات ودخانًا، قد تزعج النحل وتؤثر على نشاطه وإنتاجه.
• بعيدًا عن طرق المواصلات الكثيفة: فهذه الطرق تشكل خطرًا على المارة والسائقين، لأن النحل قد يغضب من حركة المرور والضجيج، ويقوم باللدغ والإزعاج.
• غير معرض للتيارات الهوائية الشديدة والرياح العاتية: فهذه الظروف الجوية تؤثر سلبًا على نشاط النحل وإخراجه من الخلايا، كما تزيد من استهلاكه للغذاء وتقليل إنتاجه من العسل.
• بعيدًا عن الأراضي المنخفضة كالأودية: فهذه الأماكن تكون رطبة وباردة، وقد تجمع المياه فيها، مما يؤدي إلى ازدياد نسبة الرطوبة في الخلايا، وانخفاض درجة حرارتها، وانتشار الأمراض والفطريات.
• بعيدًا عن الغابات الجافة المعرضة للحرائق: فالحرائق تشكل خطرًا كبيرًا على المنحل والخلايا، كما تؤثر على جودة هواء المكان، وتقليل مصادر الغذاء للنحل.
• بعيدًا عن طرق المواشي والأغنام والجمال والأبقار ومزارع الدواجن: فهذه الحيوانات قد تسبب أضرارًا للخلايا، إذا اقتربت منها أو داست عليها أو ركضت فوقها. كما قد تسبب رائحة هذه الحيوانات وفضلاتها ازعاجًا للنحل، وتجذب الحشرات والطيور الضارة، وتنقل الأمراض والآفات.
• بعيدًا عن المناطق الموبوءة كالسباخ، ومناطق تجمع المياه العادمة، أو مكبات النفايات: فهذه المناطق تشكل خطرًا صحيًا على النحل، لأنها تحتوي على مواد سامة وملوثة، قد تؤثر على جودة منتجات النحل، وتسبب التسمم أو الموت للنحل.
• بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان، وعبث الأطفال: فالسكان قد يشعرون بالإزعاج أو الخوف من النحل، ويحاولون إزالة المنحل أو إتلافه. كما قد يستفز الأطفال النحل بالرمي أو الضرب، مما يغضب النحل ويدفعه للدفاع عن نفسه باللدغ.