تتلقح الملكة في أيامها الأولى بعد خروجها من نخرابها، عندما تخرج من الخلية في رحلات تسمى رحلات التلقيح. تخرج الملكة في هذه الرحلات عدة مرات، وتمارس عملية التلقيح مع عدة ذكور من خلايا مختلفة. تخزن الملكة المنويات في كيس خاص في بطنها، يسمى كيس المنويات. تستخدم هذه المنويات لإخصاب البيض طوال حياتها.
تلقيح الملكات العذارى
- الاستعداد للتلقيح: بعد خمسة أيام من توتر الملكة العذراء، تزداد رغبتها في التلقيح وتستعد لهذا الحدث الذي يجلب الخير للخلية. تفرز الملكة رائحة خاصة تثير الذكور في الخلية والخلايا الأخرى، وترفع عقبرتها -الشعيرات القليلة على جبينها- فتشبه التاج. تخرج الملكة من الخلية لتمارس أجنحتها وتتعرف على المنطقة المحيطة بها. قد تختار موقعاً مناسباً للاستقرار مع مرافقاتها بعد التلقيح.
- رحلة التلقيح: تطير الملكة حول الخلية كثيراً في اليوم السابق للتلقيح، وتنتظر الجو المناسب. إذا كان هناك ريح شديدة أو أمطار، تؤجل التلقيح إلى يوم آخر. عندما يصبح الجو جيداً، تخرج الملكة من الخلية وتصدر طنيناً وصفيراً يجذب الذكور. تطير الملكة عالياً والذكور تلاحقها وتتسابق على التزاوج معها. لكن الملكة ترفض الضعفاء وتقبل الأقوياء فقط. عندما يتزاوج ذكر مع الملكة، يترك أعضاءه التناسلية داخلها ويسقط ميتاً. تظل بعض الأحشاء معلقة بمؤخرة الملكة.
- العودة إلى الخلية: تعود الملكة إلى خليتها أو تستقر في مكان آخر. قد تمنعها العاملات من التغيير وتجبرها على البقاء في خليتها الأصلية. تستقبل الملكة بمهرجان كبير من قبل النحل، احتفالاً بالإنجاب والتجديد. تنظف العاملات مؤخرة الملكة من الزوائد، وتغذيها بالغذاء الملكي.
إمكانية التلقيح مرة أخرى
تنمو مبايض الملكة بعد ثلاثة أيام من تاريخ التلقيح، وتتضخم لكثرة ما يتكون فيها من بيض، كما يتضخم بطنها، فتثقل حركتها بفعل البيض المتراكم من ناحية، ولوجود الكيس المنوي الذي اختزنته من ناحية ثانية، ويعرف هذا الكيس باسم القابلة المنوية Spermatheca وتبقى مادة اللقاح هذه فعالة داخل هذا الكيس طوال عمر الملكة.إلا أن بعض الدراسات التي أجريت مؤخراً تشير إلى أن الملكة قد تحتاج إلى التلقيح مرة أخرى في حياتها، خاصة إذا نفذت الحيوانات المنوية من القابلة المنوية، أو تحللت، أو لم تكن كافية أو ناضجة في المرة الأولى. قد تشعر الملكة بالرغبة في التزاوج مرة ثانية، وتخرج من الخلية بنفس الطريقة التي خرجت بها في المرة الأولى. لكن هذه الظاهرة نادرة وغير مؤكدة. يرى بعض الباحثين أن خروج الملكة من الخلية لا يعني بالضرورة احتياجها للتلقيح، بل قد يكون لأسباب أخرى مثل التعود على البيئة أو التفتيش على مصادر الغذاء.
شروط نجاح التلقيح
تحتاج عملية التلقيح إلى بعض الشروط لكي تنجح، منها:
- أن تكون الظروف الجوية مناسبة، أي أن تكون السماء صافية والرياح خفيفة ودرجة الحرارة معتدلة.
- أن تكون هناك ذكور كافية ونشطة في المنطقة، وأن تكون قادرة على ملاحقة الملكة والتزاوج معها.
- أن تستطيع الملكة إثارة اهتمام الذكور بإصدار رائحة خاصة تسمى رائحة التزاوج، وبإصدار صوت طنان يسمى صوت التزاوج.
- أن تطير الملكة بسرعة معتدلة، وألا تبتعد كثيراً عن خليتها، حتى لا تضيع أو تفقد الذكور.
ما هي آثار فشل التلقيح؟
إذا فشلت الملكة في التلقيح لأي سبب من الأسباب، فإن ذلك يؤدي إلى مشاكل في خلية النحل، منها:
- أن تعود الملكة غير ملقحة إلى خليتها، فلا يستقبلها النحل بشكل جيد، ولا يقدم لها الغذاء الملكي، ولا يطيع أوامرها. تضطر الملكة إلى البحث عن غذائها في الإطارات الشمعية، وتظهر عصبية وخائفة من النحال.
- أن تضطر الملكة إلى وضع بيض غير مخصب، فلا تنتج منه إلا ذكور. يزداد عدد الذكور في الخلية، ولا يؤدي هذا إلا إلى استهلاك الغذاء والمساحة دون فائدة. تضعف قوة الخلية، وتقل إنتاجية العسل والشمع.
- أن يلاحظ النحال هذه المشكلة، ويقوم باستبدال الملكة بملكة أخرى ملقحة، أو يترك الأمر للنحل ليقوم بتربية ملكة جديدة من البيض أو اليرقات الموجودة في الخلية.
No Comment! Be the first one.