الملكة هي أنثى خصبة في خلية النحل، تقوم بوضع البيض والحفاظ على توازن الخلية. تختلف لون الملكة من سلالة لأخرى، فهو ذهبي في النحل الإيطالي، وبني في النحل السوري – الفلسطيني. أما الملكة في النحل القبرصي فهي نحاسية، وفي النحل المصري فهي نحاسية غامقة. وهناك أيضاً نحل سنجابي، يسمى بهذا الاسم لأن لونه يشبه لون السنجاب، مثل النحل – الكارنيولي والقوقازي.تكون الملكة أكبر حجماً من العاملة، وتمتد حلقات بطنها كثيراً. أما أصدافتها فهي قصيرة مقارنة بطول جسدها. تستدق بطنها في نهايته لتشكل آلة اللسع، التي تكون مقوسة قليلاً وغير منشارية. تستطيع الملكة استرجاع آلة لسعها بعد اللسع بسهولة، ولا يخرج منها أحشاؤها كما يحدث للعاملة. كما أن آلة لسع الملكة أطول من آلة لسع العاملة.
سلوك ملكة النحل
تستخدم الملكة آلة لسعها في حالات نادرة، وهي عندما تدافع عن نفسها ضد ملكة أخرى، أو تقضي على ملكات برقات ترغب في استبدالها. لا تستخدم الملكة آلة لسعها ضد أعداء النحل الآخرين، أو ضد النحال.تحاول الملكة الأم قدر الإمكان أن تظل هي الملكة الوحيدة في الخلية، لذلك تقوم بقتل يرقات الملكات قبل أن تخرج من نخاريبها. لكن هذا لا يحدث إذا كانت الملكة ضعيفة أو هرمة أو مقصرة في وضع البيض.في هذه الحالة، تترك الملكة الأم يرقات الملكات تنمو وتتطور إلى أن تصبح ملكات عذراء يافعات. تهاجم هذه الملكات العذراء الملكة الأم، وتحاولن قتلها أو طردها من الخلية. إذا كانت الملكة الأم قوية، فإنها تقاوم وتقتل المنافسات. أما إذا كانت ضعيفة، فإنها تستسلم أو تغادر الخلية مع جزء من النحل في ظاهرة تسمى التشقق.
تكون الملكة العذراء في أيامها الأولى صغيرة إلى حد يصعب التمييز بينها وبين النحلة العاملة الكبيرة، بسبب بطنها الضامر لعدم وجود البيض فيه. تتغير معاملة العاملات لها بحسب حالتها. فإذا كانت غير ملقحة وغير قادرة على وضع البيض، فإنهن لا يقدمن لها الغذاء الملكي، ولا يطيعن أوامرها. تضطر الملكة إلى التوجه إلى الإطارات الشمعية العسلية، وتمتص منها ما يسد جوعها. تكون حركتها على الإطارات سريعة وعصبية، ولا تحب مضايقة النحال.أما إذا كانت ملقحة وقادرة على وضع البيض، فإن معاملة العاملات لها تصبح مختلفة. فإنهن يقدمن لها الغذاء الملكي بكثرة، ويطيعن أوامرها، ويحمينها من أي خطر. تزداد حجم بطن الملكة، وتصبح قادرة على وضع مئات البيض في اليوم. تكون حركتها على الإطارات بطيئة وهادئة، وتسمح للنحال بفحصها بدون انزعاج.
مهمة الملكة في الخلية
وضع البيض
إن مهمة الملكة الأساسية في الخلية هي وضع البيض، وهي تبدأ بهذه المهمة بعد ثلاثة أيام من تلقيحها. تضع الملكة البيض في الأقراص الشمعية التي تهيئها لها العاملات، وتحرص على أن تكون نظيفة وخالية من أي شوائب. تخرج الملكة رأسها من العين السداسية بعد أن تتأكد من صلاحيتها، ثم تدخل مؤخرتها فيها حتى القاع، وتضع في قعرها بيضة بيضاء ناصعة، تميل قليلاً إلى الصفرة. تكون البيضة في وضع قائم بزاوية 90 درجة عند وضعها، ثم تميل في اليوم التالي بمقدار 45 درجة، وتصير في اليوم الثالث منسدلة أفقياً مع قاع العين. تفقس البيضة مع نهاية اليوم الثالث أو بعد مرور 72 ساعة من وضعها.
تنتقل الملكة إلى العين المجاورة، وتكرر نفس العملية، حتى تكتمل دائرة صغيرة في وسط الإطار، ثم تزداد دائرة عملها حتى تغطي مساحة كبيرة من الإطار، باستثناء حافته التي تترك للعاملات لوضع العسل وحبوب اللقاح فيه. حين يمتلئ الإطار بالبيض، تنتقل الملكة إلى الإطار المجاور، وهكذا دواليك. تفضل الملكة وضع البيض في الأقراص التي تقع في منتصف الخلية في معظم الأحيان، لذلك يجب على المربي ألا يزيل هذه الأقراص كثيراً لرؤية الملكة، وأن يكتفي بإخراج إطار أو إطارين على حسب خبرته.
نشر رائحة خاصة
إن للملكة مهمة ثانوية تتمثل في نشر رائحة خاصة داخل الخلية، تسمى رائحة الملكة (Queen Substance). هذه الرائحة تؤثر على سلوك وفسيولوجية العاملات، فتوقف نمو أعضائهن التناسلية، وتحفزهن على جمع رحيق وغبار الزهور، وتشجعهن على حماية ورعاية المستعمرة. كما أن هذه الرائحة تساعد على التماسك والانسجام بين أفراد المستعمرة، فإذا اختفت هذه الرائحة أو ضعفت، تشعر العاملات بغياب الملكة أو مرضها، وتبدأ بإنشاء خلايا ملكية جديدة لتربية ملكة بديلة.
عوامل تؤثر على إنتاج البيض
إن نجاح الملكة في عملها يتوقف على قدرتها في وضع البيض ونوعه والاستمرار في وضعه بما يضمن للخلية تكاثراً مناسباً يزيد من قوتها ويضاعف من إنتاجها، ويحفظ نوعها. هناك عوامل عديدة تؤثر على إنتاج البيض، منها:
- نشاط الملكة وعمرها: كلما كانت الملكة أكثر نشاطاً وأصغر سناً، كانت أكثر قدرة على وضع البيض. تصل الملكة إلى ذروة إنتاجها في السنة الأولى من حياتها، ثم يبدأ إنتاجها بالانخفاض تدريجياً مع التقدم في السن. ينصح بتغيير الملكة كل سنتين أو ثلاث سنوات لضمان استمرارية الإنتاج.
- سلامة أعضاء الملكة: إذا كانت الملكة تعاني من أي إصابة أو مرض في أعضائها، فإن ذلك يؤثر سلباً على قدرتها على وضع البيض. لذلك يجب على المربي أن يحافظ على صحة الملكة، وأن يتجنب التعامل معها بطريقة خشنة أو غير صحيحة.
- حداثة أو قدم تاريخ تلقيحها: إذا كانت الملكة حديثة التلقيح، فإن ذلك يزيد من فعالية وضع البيض. إذا كانت الملكة قديمة التلقيح، فإن ذلك يقلل من فعالية وضع البيض. لذلك يجب على المربي أن يسمح للملكة بالخروج لطيران التزاوج في الأوقات المناسبة، وألا يحجزها في الخلية لفترات طويلة.
- طبيعة الفصول ووفرة الإنتاج: إذا كان الفصل دافئاً ومشمساً، وإذا كان هناك إنتاج كافٍ من رحيق وغبار الزهور، فإن ذلك يحفز الملكة على زيادة وضع البيض. إذا كان الفصل بارداً وغائماً، وإذا كان هناك نقص في الإنتاج، فإن ذلك يثبط الملكة عن وضع البيض.
No Comment! Be the first one.