هناك مرونة في ترتيب أعمال الشغالات، ولكل فرد استعدادًا تامًا لتأدية أي عمل يتطلبه الطائفة على وجه السرعة؛ فإذا لم يكن هناك نحل صغير لجمع الرحيق، تقوم بعض الشغالات الصغيرة بجمع الرحيق وحبوب اللقاح. وكذلك، عند قلة النحل الصغير بالخلية، تعود الشغالات الكبيرة إلى تأدية الأعمال الداخلية؛ مثل تغذية الحضنة وإفراز الشمع، وغير ذلك. وقد لوحظ أيضًا أن الشغالة الواحدة تقوم بأعمال متعددة؛ مثل تغذية البرقات وبناء الأقراص في نفس فترة من حياتها.
تقسيم المهام في خلية النحل
أجرى الباحث C. A. Rosch دراسة حول تقسيم العمل بين طوائف النحل التي كان يربيها في خلايا زجاجية تمكنه من مراقبة نشاطهم وتحركاتهم داخل الخلية. وقد وجد أن حياة النحل الشغالة تنقسم خلال فصل الصيف إلى فترتين:
- الفترة الأولى تسمى “فترة القشرة”، وتستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، تقوم فيها الشغالات المنزلية بالأعمال المنزلية داخل الخلية. تقوم بتربية الحضنة وأعمال أخرى داخل الخلية وتسمى هذه النحلات بـ “الشغالات المنزلية”.
- الفترة الثانية تسمى “فترة الشغالة السارحة”، وتستمر لمدة أسبوعين أو ثلاثة. خلال هذه الفترة، تترك الشغالات الخلية وتبدأ بالعمل في الحقل. تقوم بجمع الماء والرحيق واللقاح وصمغ العلك لتصليح جدران الخلية وتضييق مداخلها استعدادًا لفصل الشتاء. وتسمى هذه النحلات بـ “الشغالات السارحات”.
يتوقف طول فترة حياة الشغالة على كمية العمل والجهد الذي تبذله في مهامها. الشغالات الصيفية التي تقوم بأعمال شاقة في جمع العسل ورعاية الحضنة لا تعيش لأكثر من خمسة أسابيع. أما الشغالات السارحات التي تظهر في نهاية فصل الخريف، فتعيش لمدة تصل إلى خمسة أشهر أو أكثر نظرًا لاختلاف مهامها والجهود التي تبذلها أقل خلال أشهر الشتاء الباردة.
غدد البلعوم وإفرازات النحل
في الأيام الأولى من عمرها، تتغذى الشغالات على كمية نسبياً كبيرة من حبوب اللقاح المخزنة في العيون السداسية. تحتوي هذه الحبوب على نسبة عالية جداً من البروتين، مما يؤدي إلى نمو الغدد البلعومية للشغالة الصغيرة، والتي تعد مصدراً هاماً للغذاء الملكي الذي يتغذى عليه الملكات واليرقات. تستمر الشغالات في إفراز الغذاء طوال فترة وجودها داخل الخلية، بالإضافة إلى قيامها بتغذية اليرقات الصغيرة على خبز النحل المكون من العسل وحبوب اللقاح. كما تقوم النحلة الصغيرة بأداء باقي الأعمال المنزلية الأخرى.
في نهاية هذه الفترة، تبدأ الغدد البلعومية في التراجع تدريجيًا والتقليل من إنتاج الغذاء الملكي. عندئذ، تغادر الشغالة المنزلية الخلية وتبدأ بأداء المهام الحقلية كجمع حبوب اللقاح والرحيق والماء.يمكنك قراءة مقال اعمال النحل خارج الخلية للمزيد من المعلومات.
النحلة الشغالة التي تظهر داخل الخلية في نهاية فصل الخريف تتغذى أيضاً على حبوب اللقاح المخزنة في الداخل. ولكن بسبب عدم نشاط الملكة في وضع البيض ونقص عدد اليرقات الصغيرة التي تحتاج إلى التغذية على الغذاء الملكي، فإن الشغالة لا تبذل جهداً في إفرار هذه المادة من الغدد بسرعة. هذا يؤدي إلى تأخر زمن بقائها داخل الخلية، وتطول فترة عمرها لتصل إلى ما يزيد على أربعة أشهر.
افراز الغذاء الملكي
الغذاء الملكي سائل يشبه اللبن وله قوام سميك. يفرزه الشغالات الصغيرة من زوج من الغدد توجد تحت منطقة الجبهة في الرأس، وتطلق عليها اسم “غدد الغذاء الملكي” أو “الغدد اللعابية الأمامية” أو “الغدد البلعومية”. يبلغ طول الغدة الواحدة حوالي 5 ملليمترات وتتكون من 500 قصة، حيث تفرز إفرازاتها في قنوات جانبية تصب في القناة الرئيسية التي تفتح في قاع الفم. تكون الغدد المفرزة نشطة وممتلئة مستديرة عندما لا يتجاوز عمر الشغالات 12 يوماً، ثم يقل إفرازها بعد ذلك. تزود الشغالات البيت الملكي الواحد بكميات تتراوح بين 100-250 ملليجرامًا من الغذاء الملكي، بينما تزود بيت الذكر بكميات تتراوح بين 5-10 ملليجرامات من هذه المادة. بينما تزود بيت الشغالة بحوالي ملليجرامين فقط.
بناء القرص الشمعي في الخلية
- عندما تبدأ الشغالة في إفراز الشمع، تتجمع وتتشابك بهدوء لتشكل سلاسل في المنطقة التي سيُبنى فيها القرص الشمعي. خلال هذه الفترة، تقوم الأجهزة الهضمية والإفرازية داخل جسم النحلة بتحويل العسل المخزن في معدتها إلى شمع وطاقة.تستغرق هذه العملية حوالي ساعة، بعد ذلك تبدأ الشغالة في بناء القرص الشمعي.
- عند بناء القرص الشمعي، تقوم الشغالة بنقل القشور الشمعية التي تظهر على السطح السفلي للحلقات البطنية رقم 3 و 5 و 6. تُركِّز الشغالة على رجليها الوسطيتين والرجل الخلفية اليمنى، بينما تُزيل القشور الشمعية بواسطة مخالب الرجل الخلفية اليسرى، وتنقلها إلى الرجل الأمامية. تُقدِّمها بين الفكوك والبيدا، ثم تقوم بمضغها وعجنها بعد أن تفرز إفرازاً خاصاً من الغدد الفكية، الذي يساعد في طليها وعجنها وتشكيلها.
- عادةً، يكون لون الشمع الذي تفرزه الشغالة أبيضًا أو أصفرًا أو أبيضًا مصفرًا، ويتحول بعد ذلك إلى اللون البني ثم الأسود؛ وذلك نتيجة لتراكم جلود اليرقات وغلاف الشرنقة والعذراء داخل العيون السداسية. يرجع تغيير لون الشمع أيضًا إلى تخزين أنواع من الرحيق وحبوب اللقاح، وكثرة مرور الشغالة عليه.
- عند بناء الشغالات لقرص الشمع في الطبيعة، يبدأ البناء من الأعلى إلى الأسفل عمودياً على المسكن، سواء كان فرع شجرة أو تجويفًا أو خلية. يثبت القرص في القمة بشكل متين، وتكون جدر العيون السداسية عند منطقة الاتصال سميكة نوعًا ما، حتى تتحمل وزن القرص عندما يمتلئ بالعسل، ويكون الطرف السفلي مرنًا ومنخفضًا ليسمح بمرور النحل.
- عادةً، يبدأ النحل في بناء أكثر من قرص واحد في وقت واحد. ويبلغ سمك القرص الشمعي حوالي بوصة واحدة، وتتراوح المسافة بين مركز القرص والآخر من 1.5 إلى 2 بوصة، وتاركة مسافة بين كل قرص وآخر تبلغ حوالي 16/5 بوصة، وتسمى هذه المسافة النحلية (Bee space).
No Comment! Be the first one.