فوائد البشملة (فاكهة الأسكدنيا)

فاكهة الأسكدنيا

فاكهة الأسكدنيا هي نوع من الفواكه اللذيذة والمفيدة للصحة، تنمو على شجرة تسمى الأسكدنيا أو البشملة، وتعرف علميا باسم Eriobotrya japonica. تتميز هذه الفاكهة بشكلها المستدير أو البيضاوي، ولونها الأصفر أو البرتقالي، ومذاقها الحلو المنعش، وتحتوي على بذور بنية في داخلها. تعتبر الأسكدنيا من الفواكه الشائعة في قارة آسيا، خاصة في الصين واليابان، وتستخدم في صنع المربى والعصير والشاي والحلوى. كما تستخدم أوراق الأسكدنيا في الطب الشعبي لعلاج بعض الأمراض.

موطنها الأصلي

موطن فاكهة الأسكدنيا الأصلي هو الصين، حيث تعرف هذه الشجرة منذ ألف عام، وقد تم تحسينها وتطوير ثمارها وإنتاجها. تنتشر زراعة الأسكدنيا في المناطق شبه الاستوائية، وتنمو بأوروبا الغربية وشبه جزيرة القرم وغرب أوكرانيا ودول البحر الأبيض المتوسط.زراعة  البشملة او الأسكدنيا تتم في فصل الربيع، بعد انتهاء موسم الصقيع. يجب اختيار مكان مشمس لغرس الشتلات، وإعطاء مسافة كافية بينها لاتساع فروعها. يجب أن تكون التربة جيدة التصريف ومحايدة في معدل أسّها الهيدروجيني.ويجب ري الشتلات بانتظام، وتسميدها ثلاث مرات في السنة. يجب تقليم الشجرة لإزالة الفروع المنافسة والضارة.

العناصر الغذائية

تحتوي فاكهة الأسكدنيا على مجموعة من المواد الغذائية والمضادات للأكسدة التي تسهم في تحسين صحة الجسم بطرق مختلفة. من أهم هذه المواد:

• فيتامين أ: يساعد في تحسين صحة البشرة والعيون والجهاز المناعي، ويقلل من خطر الإصابة بالعدوى والالتهابات.
• فيتامين C: يساعد في تقوية جهاز المناعة والحماية من نزلات البرد والإنفلونزا، ويساعد في إصلاح الأنسجة والجروح، ويزيد من امتصاص الحديد.
• بوتاسيوم: يساعد في تنظيم ضغط الدم وإيقاع نبضات القلب، ويحافظ على توازن الماء في الجسم، ويساند عضلات الجسم.
• ألياف: تساعد في تحسين عملية الهضم والتخلص من السموم، وتقلل من ارتفاع مستوى سكر الدم والكولسترول، وتزيد من شعور الشبع.
• بكتين: هو نوع من ألياف التي تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا، كما أنه يسهل حركة المادة الغذائية في المعدة، ويربط بعض المعادن مثل الزئبق والرصاص، مما يقلل من امتصاصهم في جهاز التغذية.
• أورثولانثانات: هي مجموعة من المركبات التي لها خصائص مضادة للأورام، حيث تثبط نشاط بروتين يُسمى NF-kB، والذي يُحفز نمو وانتشار الخلايا السرطانية.
• ترايتيربينات: هي مجموعة من المركبات التي لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للسكري، حيث تحفز إنتاج الأنسولين في البنكرياس، وتقلل من مقاومة الخلايا للأنسولين.

بالإضافة إلى هذه المواد، تحتوي فاكهة الأسكدنيا على بعض الفيتامينات والمعادن الأخرى، مثل فيتامين B6 والفولات والمغنيسيوم والمنغنيز والكالسيوم والحديد.

جدول القيم الغذائية

فوائد البشملة الصحية

تناول هذه الفاكهة بانتظام قد يعود علينا بالعديد من الفوائد الصحية، منها:

• تخفيض ضغط الدم: تحتوي فاكهة البشملة على كمية كبيرة من البوتاسيوم، وهو معدن يساعد على توسعة الأوعية الدموية وتقليل المقاومة التي يواجهها الدم. هذا يساعد على خفض ضغط الدم والوقاية من مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية. كما أن البوتاسيوم يحسن وظائف الدماغ بزيادة تروية الأنسجة العصبية بالأكسجين والغذاء.
• مقاومة السرطان: رغم أن الأبحاث في هذا المجال لا زالت في بدايتها إلا أن ثمار وقشور هذه الثمار قد تحتوي على مواد هامة من الممكن أن تساعد على مقاومة مرض السرطان ، وتثبيط نشاط الخلايا السرطانية في مراحل متعددة من التطور. أحد هذه المواد هو مادة البوليفينول، التي وجدت في أوراق نبات إسكدنيا، وأظهرت قدرتها على قتل خلايا سرطان الفم في دراسة أجريت على بشر.
• تهدئة الجهاز التنفسي: فاكهة إسكدنيا لديها خاصية مقشعة، أي أنها تساعد على التخلص من المخاط والبلغم المتراكم في المجاري التنفسية. يمكن شرب عصير إسكدنيا أو استخدامه كغسول للحلق للحصول على هذه المنافع. هذا يخفف من السعال والإحتقان والالتهاب.
• تحمي العيون: فاكهة البشملة تحتوي على فيتامين أ، وهو فيتامين مهم لصحة العيون. يساعد فيتامين أ على منع إعتام عدسة العين والزرق، ويعالج بعض حالات الالتهاب والجفاف في العيون. كما أن فيتامين أ يحافظ على صحة الشبكية والضوء.
• تساعد في مكافحة التهاب المفاصل: فاكهة البشملة تحتوي على مادة مضادة للالتهابات تسمى كوريلاغين. هذه المادة تقلل من إفراز المواد الكيميائية التي تثير الالتهاب في المفاصل. كما أظهرت بعض الدراسات أن شرب شاي إسكدنيا يخفض مستوى CRP، وهو مؤشر للالتهاب في الجسم.
• تساعد في التخلص من الطفيليات: فاكهة البشملة تحتوي على مواد طبيعية تسمى تربانويدات، وهي مواد تمنع نمو وتكاثر بعض أنواع الطفيليات في الجسم. قد تصاب بطفيلية عبر شرب ماء ملوث أو تناول طعام فاسد أو مخالطة حيوانات مصابة. بعض هذه الطفيليات قد تسبب أعراض مزعجة مثل الإسهال والغثيان والألم.
• تعزز المناعة: فاكهة إسكدنيا هي مصدر غني بفيتامين C. تحتوي حبة واحدة من هذه الفاكهة على نحو 60% من الحاجة اليومية من هذا الفيتامين. فيتامين C هو فيتامين مهم لصحة المناعة. يساعد في تكوين خلايا الدم البيضاء، وهي خلايا تقوم بمحاربة الجراثيم والفيروسات التي تهاجم جسمنا. كما أن فيتامين C يشارك في ترميم وتجديد الأنسجة المتضررة في جسمنا.
• تساعد على فقدان الوزن/تحسن الهضم: البعض منا يرغب في التخلص من بعض الكيلوغرامات الزائدة. البعض الآخر يعاني من مشكلات في الهضم وقد يحتاج إلى مساعدات هضمية لتسهيل عملية الإستقلاب. فاكهة  البشملة هي وسيلة طبيعية وفعالة للتغلب على هذه المشكلات.السبب هو أن فاكهة إسكدنيا تحتوي على بكتين، وهو نوع من الألياف الغذائية التي تحسن وظائف الجهاز الهضمي. الألياف تساعد في تشكيل كتلة في الأمعاء وتحركها بانتظام. هذا يخلص جسمك من الفضلات والسموم والدهون.
• تحافظ على صحة العظام: لإبقاء عظامنا قوية وصحية، نحتاج إلى تزويدها بالعديد من المغذيات، مثل الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم والزنك. هذه المغذيات تساعد في بناء وصيانة كثافة العظام والوقاية من هشاشة العظام.فاكهة البشملة هي مصدر جيد لهذه المغذيات. تحتوي حبة واحدة من هذه الفاكهة على نحو 10% من الحاجة اليومية من الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم والزنك. تناول فاكهة إسكدنيا بانتظام يساعد في تقوية عظامك والحفاظ على صحتها.
• تحمي البشرة: تحتوي حبة واحدة من هذه الفاكهة على نحو 60% من الحاجة اليومية من فيتامين C و20% من فيتامين E و10% من بيتا كاروتين. تناول فاكهة إسكدنيا يساعد في تغذية بشرتك وإصلاحها وإشراقها.

استعمالات البذور والأوراق في الطب

هذه الثمار تستخدم كغذاء، لكن البذور والأوراق لها استخدامات طبية مختلفة.

البذور

تستخدم بذور الإسكدنيا في بعض المشروبات الكحولية التي يُزعم أنها تحسن من صحة الجسم وتطيل العمر. لا توجد دراسات علمية كافية عن تأثير هذه المشروبات على البشر، لكن بعض التجارب على الحيوانات أظهرت أن بذور الإسكدنيا تحتوي على مواد ترايتيربينويدية تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة ومضادة للسرطان. ومع ذلك، فإن هذه المواد ليست فريدة من نوعها في بذور الإسكدنيا، ويمكن العثور عليها في مصادر أخرى مثل حمض أورسوليك.

الأوراق

تستخدم أوراق الإسكدنيا في الطب التقليدي لعلاج بعض الأمراض مثل السعال والبلغم والتهاب الحلق. هذه الأوراق تحتوي أيضًا على مواد ترايتيربينويدية، لكن بتنوع أكبر من البذور. بعض هذه المواد هي فريدة من نوعها في أوراق الإسكدنيا، مثل حمض التورمانتيك وحمض يوسكافيك. هذه المواد قد تكون مسؤولة عن بعض الفوائد المرتبطة بأوراق الإسكدنيا، مثل:

• تقليل مستوى سكر الدم: دراسة على 20 مريضًا بالسكري من النوع 2 أظهرت أن تناول 3 غرامات من مستخلص أوراق الإسكدنيا يوميًا لمدة 12 أسبوعًا قلل من مستوى سكر الدم بشكل ملحوظ.
• تقليل خطر تشكيل قرحة المعدة: دراسة على 60 شخصًا يعانون من التهاب المعدة المزمن أظهرت أن تناول 1.5 غرام من مستخلص أوراق الإسكدنيا يوميًا لمدة 8 أسابيع قلل من نشاط جرثومة المعدة (H. pylori) وتحسن من التهاب المعدة.
• تحسين صحة الجلد: دراسة على 30 شخصًا يعانون من حب الشباب أظهرت أن تطبيق كريم يحتوي على 5% من مستخلص أوراق الإسكدنيا مرتين يوميًا لمدة 8 أسابيع قلل من عدد البثور والالتهابات وتحسن من مظهر الجلد.

اضرارها

على الرغم من فوائدها العديدة، فإن فاكهة الأسكدنيا قد تسبب بعض الأضرار لبعض الأشخاص، خاصة إذا تم تناولها بكميات كبيرة أو بطرق غير صحية. من أهم هذه الأضرار:

• حساسية: قد تسبب فاكهة الأسكدنيا ردود فعل حساسية لدى بعض الأشخاص، خاصة الذين يعانون من حساسية ضد ثمار الوردية، مثل التفاح والخوخ والمشمش. أعراض الحساسية قد تشمل طفح جلدي، حكة، تورم، صعوبة في التنفس، انخفاض في ضغط الدم.
• تفاعلات دوائية: قد تتفاعل فاكهة الأسكدنيا مع بعض الأدوية، خاصة التي تؤثر على مستوى سكر الدم أو ضغط الدم أو تخثر الدم. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذه الفاكهة إذا كان المرء يتناول أي دواء.
• زيادة في سعرات حرارية: قد تزيد فاكهة الأسكدنيا من كمية السعرات الحرارية التي يتناولها المرء، خاصة إذا تم تحضيرها بطرق غير صحية، مثل إضافة السكر أو المحليات أو المواد الحافظة. لذلك، يجب التحكم في كمية تناول هذه الفاكهة والابتعاد عن المشروبات والحلوى التي تحتوي على هذه الفاكهة.

طريقة الأكل والإستخدام

تُستخدم فاكهة الأسكدنيا في مختلف الأغراض، سواء كانت غذائية أو علاجية أو جمالية. من أشهر هذه الطرق:

• تناولها نيئة: يُمكن تناول فاكهة الأسكدنيا نيئة بعد غسلها جيدًا وإزالة بذورها. يُفضل اختيار الثمار التي لها رائحة عطرية وقشرة ناعمة ومرنة. يُمكن تقطيع الفاكهة إلى شرائح أو قطع صغيرة وتناولها مباشرة أو مع السلطات أو الزبادي أو الحبوب.
• تحضير مربى: يُمكن تحضير مربى من فاكهة الأسكدنيا بإضافة السكر والماء وعصير الليمون إلى قدر به قطع من الفاكهة. يُغلى المزيج على نار متوسطة مع التحريك المستمر حتى يصبح لزجًا ومتماسكًا. يُسكب المربى في برطمانات معقمة ويُحفظ في مكان بارد وجاف.
• صنع عصير: يُمكن صنع عصير من فاكهة الأسكدنيا بواسطة الخلاط أو العصارة. يُضاف إلى الفاكهة المقشرة والمقطعة الماء أو الحليب أو اللبن أو الثلج حسب الرغبة. يُخلط المزيج جيدًا حتى يصبح ناعمًا وسلسًا. يُسكب العصير في أكواب ويُزين بالنعناع أو القرفة.
• إعداد شاي: يُمكن إعداد شاي من فاكهة الأسكدنيا بغلي أوراق الشجرة المجففة في الماء لمدة 10 دقائق. يُصفى الماء ويُضاف إليه عسل أو سكر حسب الذوق. يُشرب الشاي ساخنًا أو باردًا للاستفادة من خصائصه المضادة للالتهابات والمهدئة للحلق.
• تطبيق كقناع للوجه: يُمكن تطبيق فاكهة الأسكدنيا كقناع للوجه لتغذية وترطيب وتفتيح البشرة. يُهرس لب الفاكهة بالشوكة حتى يصبح عجينًا، ثم يُضاف إليه زيت الزيتون أو زيت جوز الهند أو زبادي. يُوزع الماسك على بشرة نظيفة وجافة، ويُترك لمدة 15 دقيقة، ثم يُغسل بالماء الفاتر.