النحل السوري هو سلالة مميزة من نحل العسل تتمتع بخصائص فريدة وفوائد عديدة. لكنها تحتاج إلى رعاية ودعم من قبل المربين والجهات المعنية للحفاظ على استمراريتها وتطويرها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا.
النحل السوري
يعتبر نحل العسل السوري، المعروف بالاسم العلمي Apis mellifera syriaca، من الكائنات الحية الرائعة التي تزين بسحره وجماله البيئة السورية ومناطق أخرى. يُطلق عليه أحيانًا اسم “نحل العسل الفلسطيني”.وهو نويع من نحل العسل ينتمي إلى المجموعة الصفراء من سلالات نحل العسل.وهو يشبه كل من النحل الإيطالي والقبرصي.يوجد هذا النحل في سوريا ولبنان وفلسطين وصحراء النقب، ويمتد أيضًا عبر وادي الأردن إلى الأردن.ويوجد منه صنفان أحدهما صغير الحجم وميال بشدة للتطريد، شرس الطباع ويدعي بالنحل السيافي، الملاحظ إن هذا الصنف يبني أقراصه الشمعية بشكل موازي لباب مسكنه، وهذة أهم الميزات التي تميزه عن الصنف الثاني الذي يدعي بالنحل الفنامي والذي يتصف بأنه أكبر من حجم الأول ولونه مائل للسواد ويغطي بطن الشغالة شعر رمادي ويعتبر أفضل من الصنف الأول وأقل منه شراسة.
الوصف
النحل السوري صغير الحجم لونه أصفر، أرجله طويلة، شديد الشراسة، ميال للتطريد، قليل الجمع للبروبوليس ولكنه نشط في جمع الرحيق. توجد ثلاثة خطوط باهتة اللون على الثلاث حلقات البطنية الأولى، حواف الأجنحة لونها أصفر.على غرار سلالات نحل العسل الأخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط ،تشمل المظاهر السلوكية قلة تربية الحضنة خلال الأشهر الحارة ، وزيادة نزعة الأسراب ، والهروب المتكرر ، والقدرة على تكييف وضع البيض مع توافر حبوب اللقاح وتدفق العسل ، والحفاظ على خليتها نظيفة ، ومزاج عصبي إلى حد ما.
خصائصه
يتميز نحل العسل السوري بخصائص مميزة تشمل مستويات عالية من العدوانية وانخفاض تربية الحضنة خلال الأشهر الحارة والهروب المتكرر والإنتاج المفرط لخلايا السرب. وعلى الرغم من احتفاظهم بعادة غير عادية تتمثل في الحفاظ على ملكات عذراء متعددة داخل المستعمرة، إلا أنهم يقومون بمغادرة المستعمرة عند تزاوج ملكة جديدة بنجاح، وذلك لتجنب خطر عدم وجود ملكة. تقدم محاصيل النحل السوري من العسل مستويات منخفضة للغاية، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات العدوانية والسرب الكبير، مما يجعله غير مناسب لتربية النحل الحديثة. ولذلك، يتم استيراد ملكات النحل الايطالي وأحيانًا النحل الكرينولي بانتظام إلى المنطقة لتحسين أداء النحل السوري في الإنتاج والاقتصاد المحلي.وبالرغم من ذلك يتميز نحل العسل السوري بتكيفاته الفريدة التي تمكّنه من مواجهة هجمات النمل الأورينتالي من خلال البقاء داخل الخلية لتجنب التعرّض للافتراس. كما تظهر مستعمرات هذا النوع من النحل عادة خالية من خنفساء حبوب اللقاح Cryptophagus hexagonalis بالمقارنة مع مستعمرات نحل العسل في نفس المنطقة.
انتاج العسل
تعيش النحلة العاملة في سوريا ما بين 40 و 45 يومًا عندما يكون الإزهار مرتفعًا جدًا ، كما أنها تقضي أيامها الأخيرة فقط في جمع الرحيق والماء وحبوب اللقاح. لذلك فإن الأمر يتطلب 2500 نحلة تعمل باستمرار لإنتاج حوالي 1 كيلو من العسل.ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على الإنتاج ، صحة الخلية والأرض والمناخ ، لأن جهودهم في إنتاج العسل تتناقص خلال فصل الشتاء ، حيث أنها مكرسة لتراكم المؤن لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة.
النحل السوري السيافي
النحل السوري السيافي هو أحد الطرازين من النحل السوري. يتميز هذا النحل بأنه صغير الحجم وشديد الشراسة ، صعب المزاج،ومحارب.يبني أقراصه الشمعية على شكل سيوف، وهو ما يعطيه اسمه. كما أنه يبني أقراصه بشكل موازي لباب مسكنه، وهذه أحد الميزات التي تفرقه عن النحل الغنامي. هو نوع متأقلم مع الظروف المحلية ومقاوم للأعداء كالدبور. لكنه يحتاج إلى رعاية خاصة من قبل المربين لتجنب تطرده وتشتته. كما أنه يجب التعامل معه بحذر واحترام لتفادي لسعاته القوية.
النحل السوري الغنامي
نحل العسل السوري، المعروف باسم “نحل العسل الغنامي”، يُعتبر أحد أنواع النحل المميزة المنتشرة في المنطقة الشرقية من سوريا وغيرها من البلدان المجاورة. يتميز هذا النوع من النحل بعدة خصائص وميزات فريدة تجعله محبوبًا للنحالين في المنطقة. يطلق عليه اسم “الغنامي” بسبب هدوئه وسكينته، حيث يتميز بالسكون على الإطار داخل المنحل وحضنته الرائعة التي تؤدي إلى جمع كميات جيدة من العسل. كما يتمتع بشراسة منخفضة مما يجعله مقاومًا لبعض الأمراض، مثل مرض الفاروا، بفعل تكيفه الطبيعي واستيعابه للظروف المحيطة به.وبالفعل، عند مقارنته بأنواع النحل الأخرى المستوردة مثل النحل الإيطالي أو النحل الكرنيولي، يُلاحظ فرقًا كبيرًا في مقاومته لمرض الفاروا، حيث يظهر النحل الغنامي مقاومة أكبر وأكثر فعالية، وقد يتجنب الحاجة للعلاجات الكيميائية الدورية التي يحتاجها النحل الأجنبي.إلى جانب مقاومته للأمراض، يُعتبر النحل الغنامي أيضًا سريع التكيف مع تغيرات درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، وهو قادر على تحمّل الصيف الحار والشتاء القارس بسهولة ويُظهر أداءً ممتازًا في الظروف المناخية المتنوعة.
العيوب
بالرغم من مميزاته، يمكن الإشارة إلى بعض العيوب المحدودة لهذا النوع من النحل:
- قد يواجه النحال بعض التحديات في مجمع العسل عندما يكون المرعى ضعيفًا أو متوسطًا، حيث يقوم النحل الغنامي بوضع كميات كبيرة من البيض عندما تكون الموارد المتاحة وفيرة، مما يؤدي إلى تجميع كميات كبيرة من العسل. ولكن عندما يكون المرعى ضعيفًا، فإن النحل الفتي سيستهلك حوالي 50% من العسل المخزن، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى عدم ترك كميات كافية من العسل لصاحب المستعمرة.
- كما أن النحل الغنامي يُعاني من بعض الاضطرابات في سلوكه، حيث يبدأ بالتطريد بعد حوالي عام من وجود الملكة. يبدو أن هذا السلوك المتكرر للتطريد يؤدي في النهاية إلى انهيار المستعمرة.
- بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هذا النوع من النحل غير منتظم في تجميع العسل، حيث قد يكون في بعض الأوقات نشيطًا وفعّالًا في جمع الرحيق، وفي أوقات أخرى يظهر بعض الكسل.
على الرغم من هذه العيوب المحدودة، إلا أن النحل السوري الغنامي يظل نوعًا رائعًا يتمتع بالعديد من الميزات المفيدة والمثيرة لإعجاب النحالين، وبفضل تطوير الأساليب الصحيحة في تربيته والاستفادة من تكيفه الطبيعي، يمكن أن يصبح محصوله من العسل ذو جودة عالية ومقاومًا للأمراض، ما يجعله خيارًا ممتازًا لتربية النحل في المناطق الشرقية والشبه الاستوائية.
فوائد وتحديات تربية النحل السوري
- الفوائد: تتميز سلالة نحل العسل السورية بأنها أفضل سلالة في العالم من حيث إنتاج الغذاء الملكي، وكذلك الأفضل في قدرتها على اجتياز الشتاء بأقل كمية من الغذاء السكري، وتعتبر مدافعاً جيداً عن مسكنها ضد الأعداء الحية كالدبور الأحمر، إضافة لتفوقها على كافة السلالات الأجنبية في قدرتها على مقاومة فقر المرعى في الظروف المحلية.
- التحديات: تواجه تربية النحل السوري بعض التحديات مثل شراستة النحل وصعوبة التعامل معه، وتراجع إنتاج العسل بسبب الأزمة السورية والحروب والعقوبات والغش والمنافسة الغير شريفة من بعض المنتجين.
No Comment! Be the first one.