ارتبطت حاجة الناس للعسل الطبيعي ارتباطًا وثيقًا في الآونة الأخيرة بكثير من الدراسات الشاملة والوافية حول أهمية النحل وتربيته والاستفادة من هذه التربية ماديًا. فتعهدت بعض رؤوس الأموال بالكثير من هذه المشاريع الناجحة إلى حد ما، وأصبحت تربية النحل مصدر دخل مربح ومورد مالي لا غنى لكثير من المربين عنه. والحقيقة أن تربية النحل لا تحتاج إلى رأس مال كبير، وكلما تقدمت الدراسات وكشفت عن المزيد من الفوائد الصحية لعسل النحل زاد الطلب عليه من قبل الأفراد من ناحية، ومن مصانع الأدوية من ناحية أخرى.
تجارب المربين: من الهواية إلى المهنة
من الجدير بالذكر أن مشاهير المربين وكبارهم قد بدأوا كهواة، وما أن سبروا أغوار المهنة حتى تقلدوها وبذلوا كل ما بوسعهم لامتهانها والتوسع فيها إلى حد الاتجار بعشرات الآلاف من الدولارات، إن لم يصل المبلغ إلى مئات الآلاف. وأصبحت تربية النحل فرعًا من فروع الاستثمار الزراعي والرديف القوي الفاعل لزيادة الإنتاج من جهة، والاستفادة من المنتجات المختلفة للنحل من جهة ثانية.
التوافق بين تربية النحل والزراعة
إذا كانت تربية حيوانات المزرعة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من المحاصيل الزراعية فإن تربية النحل تأتي في المقام الأول لأصحاب البساتين والمزارع الصغيرة والكبيرة سواء، لتحقيق التوازن الزراعي وزيادة مستوى التلقيح للمزروعات.
التعددية في المنتجات: عسل، شمع، غذاء ملكات، حبوب لقاح، سم
قد بات من المعروف أنه من الخطأ في علم الاقتصاد الزراعي الحديث الاعتماد على صنف أو نوع واحد من الإنتاج الزراعي، ومن هنــا بدأ الأخذ بتنفيذ الدورات الزراعية المتعددة من ناحية، كما بدأت التنويع في الإنتاج الزراعي من ناحية أخرى. وأصبحت تربية النحل فرعًا من فروع الاستغلال الزراعي، وأن منتوجات النحل تضاهي الإنتاج الزراعي الأساسي فإن لم تصل إلى هذا الحد فإنها تكمله نظرًا للقيمة الغذائية والعلاجية العالية التي ينتجها النحل، متمثلة في العسل الذي يرتفع سعره بارتفاع الحاجة إليه غذائيًا وصحيًا، والشمع الذي يستخدم في مئات الصناعات المتطورة، وغذاء الملكات الذي يساوي سعره سعر الذهب الخالص، وحبوب اللقاح التي تقضي على العديد من الأمراض، وسم النحل الذي يشفي من أمراض لا تعد ولا تحصى.
جدوى اقتصادية عالية
تشير الدراسات الكثيرة التي أجريت لاختبار الجدوى الاقتصادية لتربية النحل إلى حقيقتين هما: الأولى: أن سرعة الحصول على الأرباح من تربية النحل سريعة ولا تحتاج إلى وقت طويل مما يجعل دورة رأس المال فيها سريعة أيضًا. الثانية: أن الربح الحاصل من تربية النحل أعلى منه بصورة عامة من باقي فروع المحاصيل الزراعية أو تربية الحيوانات الأخرى. ذلك لأن عسل النحل قلّما يخضع لعمليات المضاربة، أو لتقلبات العرض والطلب وما يتبعها من عمليات ارتفاع وانخفاض في الأسعار، كما يحدث في العادة للمحاصيل الزراعية أو التربية حيوانية، وخاصة التربية دواجن.
No Comment! Be the first one.