تربية النحل هي مهنة قديمة ومهمة، تقوم على تربية النحل في خلايا مصنوعة من الشمع أو الخشب أو المعدن أو البلاستيك، واستخراج العسل والشمع والغداء الملكي والبروبوليس وغيرها من المنتجات النحلية. تربية النحل لها فوائد اقتصادية وبيئية وصحية كثيرة، فهي توفر دخلاً للمربين والمستثمرين، وتساهم في تلقيح النباتات وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، وتقدم مواد غذائية ودوائية ذات قيمة عالية.ولكن تربية النحل تواجه العديد من التحديات والصعوبات في العالم العربي، بسبب عدم وجود قوانين وأنظمة تحمي حقوق المربين، وتضمن جودة منتجاتهم، وتشجع على تطوير هذا القطاع. كما تتأثر تربية النحل بالتغيرات المناخية والآفات والأمراض التي تهدد صحة النحل وكفاءته. لذلك، يحتاج مربو النحل إلى دعم وتعاون من قبل الدول والمؤسسات المختصة، لتحسين ظروف تربية النحل، وزيادة إنتاجه، وتسويقه.في هذا المقال، سنتعرف على حقوق مربي النحل، وأهمية تربية النحل في العالم العربي، والأنظمة والقوانين التي تحكم هذه المهنة في بعض الدول.
الاهتمام الدولي بتربية النحل
تختلف الدول في مدى اهتمامها بتربية النحل والثروة النحلية، فهناك دول تولي هذا المجال اهتماماً كبيراً، وتصدر قوانين وأنظمة تحمي حقوق المربين وتشجعهم على مزاولة هذه المهنة. من بين هذه القوانين والأنظمة ما يلي:
- إعفاء أدوات ولوازم تربية النحل من الرسوم الجمركية.
- منع رش المبيدات الحشرية أو الكيماوية على الأشجار أثناء التزهير أو عقد الثمار، لأن ذلك يسبب ضرراً بالغاً للنحل والعسل.
- منع استيراد سلالات النحل التي لا تطابق المواصفات المحددة من قبل السلطات المختصة، لتجنب انتشار الأمراض أو التدهور الجيني.
- منع استيراد الأقراص الشمعية الخالية أو المحتوية على حضنة من بلاد تعاني من مرض تكلس الحضنة، لأن هذا المرض يؤدي إلى موت كثير من خلايا النحل.
الإهمال والقيود في تربية النحل
ولكن هناك دول أخرى لا تهتم بتربية النحل، ولا تستفيد من فوائدها، ولا تصدر أي قوانين أو أنظمة تحدد العلاقة بين المزارع ومربي النحل. بل إن بعض هذه الدول قد تفرض قيوداً وحظراً على تربية النحل، مثل:
- منع وجود خلايا النحل في الأحياء السكنية، خوفاً من لسعاتها أو ازعاجها للسكان.
- منع نقل خلايا النحل من منطقة إلى أخرى إلا بتصريح خاص من السلطات المختصة، لمنع اختلاط سلالات النحل أو نشر الأمراض.
هذه القوانين والأنظمة تعكس درجة وعي أو جهل هذه الدول بأهمية تربية النحل والثروة النحلية.
التعاون مع مربي النحل
في ظل هذا التباين بين موقف الدول من تربية النحل، فإن بعض المؤسسات والجهات تسعى إلى التعاون مع مربي النحل، وتقديم الدعم والمساعدة لهم، وذلك بطرق مختلفة، مثل:
- إطلاق التنبيهات والإرشادات عبر وسائل الإعلام المتعددة، لتوعية مربي النحل بمواعيد رش المبيدات الزراعية، والتحذير من خطورتها على النحل والعسل.
- تقديم النصائح والإرشادات لمربي النحل، عن كيفية التعامل مع هذه المبيدات، والاحتياط من عواقبها، مثل نقل خلايا النحل إلى أماكن آمنة، أو سجن النحل في خلاياه بعد توفير الغذاء والماء له، حتى يزول خطر المبيدات.
هذه الجهود تسهم في حماية النحل والثروة النحلية، وتشجيع مربي النحل على مواصلة هذه المهنة النبيلة.
اقتصاد مصر يعتمد بشكل كبير على تربية النحل وإنتاج العسل، فهي توفر فرص عمل للشباب وتساهم في الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي.حيث تحتل مصر المركز الأول في صادرات طرود نحل العسل الحي، وتصدر أكثر من 3000 طن من العسل سنويا. لذلك، فإن انخفاض عدد نحالة المنطقة قد يؤثر سلبا على اقتصاد مصر بالطرق التالية:
- قد يقلل من دخل المزارعين والنحالين والمستثمرين في هذا القطاع.
- قد يؤدي إلى تراجع الصادرات وزيادة الواردات من العسل ومشتقاته، مما يزيد من عجز الميزان التجاري.
- قد يؤدي إلى خسارة بعض الأسواق الدولية التي تطلب جودة عالية من العسل المصري.
- قد يؤدي إلى تدهور جودة وكمية المحاصيل الزراعية التي يتم تلقيحها بواسطة النحل، مما يؤثر على سلامة وغذاء المستهلكين.
- قد يؤدي إلى انخفاض التنوع البيولوجي والتوازن البيئي في المنطقة، نظرا لدور النحل في نقل حبوب اللقاح بين الأزهار.
ولمواجهة هذه التحديات، تعمل مصر على تطوير منظومة إنتاج وتربية نحل العسل، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى. كما تقوم بإطلاق خطط وبرامج لحماية النحل من التغيرات المناخية والآفات والأمراض.
No Comment! Be the first one.